عودة الى أدب وفن

ليلة ساحرة من معبد باخوس إلى العالم… الصورة ‏الحقيقيّة للبنان الحضارة - رنا محمد صادق
على وقع موسيقى الثبات والصمود تشارك اللبنانيون مهرجان بعلبك الدولي تحت شعار «علّي الموسيقى» التي صدحت مساء الأحد من جدران معبد باخوس في مدينة الشمس – بعلبك.

تناقلت كاميرات التلفزيونات بين العازفين وعزمت على تقديم ساعة من التألق الموسيقي الطربي القديم، والكلاسيكي والعصري بأبهى إخراج لباسم كريستو، بغياب الحضور.

بعد النشيد الوطني، كانت الانطلاقة مع مقطوعة كارل أُورف (1895 – 1982) «يا ربَّة القدَر»، وهي فاتحة الكانتاتا المسرحية (تأْليف للكورال والموسيقى) «كارمينا بورانا» (وهي مجموعة 24 قصيدة مغنّاة من القرن الثالث عشر)، أَطلقها كارل أُورف سنة 1935 على مسرح أُوپـرا فرنكفورت. تلتْها موسيقى الأَخوين رحباني فاتحة مسرحيتهما الشهيرة «أَيام فخر الدين» (بعلبك 1966)، ثم أغنية «عطر الليل» تكريماً لفيروز وتتالت فيما بعد المقطوعات الموسيقية الفريدة العالمية.

ساعةٌ من معبد باخوس، ساحرةٌ بتألقها وألحانها، بذلك أحيت ذاكرة لبنان الحضارة والمجد. على مدار هذه الساعة الموسيقيّة العذبة تمكنت مدينة النور من أن تنسي اللبنانيين الوضع الخانق الذي يعيشون فيه في ظل تدهور الوضع الاقتصادي…

كما زار وزير الثقافة عباس مرتضى قلعة بعلبك الأثريّة، واستمع برفقة محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر إلى مقطوعة عزفتها الأوركسترا الفليهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، من معزوفات حفل لجنة مهرجانات بعلبك الدولية الموسيقي «صوت الصمود « The Sound of Resilience، الذي يقام هذه الأمسية في معبد باخوس من دون جمهور، وينقل مباشرة عبر شاشات التلفزة اللبنانية والعالمية، ويعرض على واجهة متحف بيروت، بمناسبة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وذكرى مرور 250 سنة على ميلاد الموسيقار بيتهوفن.

وتحدث مرتضى، فقال: «العنوان الكبير الذي يُقام في ظله هذا الاحتفال هو الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير، وهذه الذكرى عزيزة على قلب كل لبناني، لذلك نحن اليوم نؤكد من قلعة بعلبك على الحياة والفرح وعلى الأمل بهذا الوطن، ونقدم نموذجاً رائعاً للبنانيين، يدخل إلى بيوتهم بسبب الظروف والأوضاع الصحية التي حالت دون إحياء المهرجان بحضور الجمهور».

وأضاف: يجتمع اليوم هنا في بعلبك التاريخ والفن والثقافة التي نتمسك بها، وندعو كل اللبنانيين إلى مواكبتنا عبر النقل التلفزيوني المباشر.

وأكد أنه رغم كل الظروف الصعبة، ورغم كل الأزمات الموجودة في البلد، نحن شعب يحب الفرح والحياة، وأؤكد للبنانيين أن كل هذا العمل الجبار والجهود المبذولة هي مجانية من دون مقابل. رغم كل الظروف الضاغطة في البلد، هناك ناس تحب أن تضحي وتقدم، لتدخل الفرح إلى قلوب اللبنانيين مهما كانت الظروف والتحديات.

بدوره قال خضر: اليوم وزارة الثقافة، ولجنة مهرجانات بعلبك الدولية التي هي أعرق مهرجانات في الشرق الأوسط، يوجهان من أعرق صرح ثقافي في لبنان قلعة بعلبك، رسالة أمل إلى نفوس اللبنانيين، ونحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى الأمل وإلى أي مؤشر إيجابي، في ظل هذه الظروف الصعبة والمرهقة والأليمة التي نمر بها.

وأضاف: اليوم نخفف الألم ولو لليلة واحدة، لنوجّه رسالة بأننا لن نسمح لهذه الظروف بأن تقهرنا، بل نحن سنقهرها وننتصر عليها، وكما أشار معالي الوزير مرتضى بأن هذا الحفل من دون أي كلفة، ونتمنّى أن يقدم كل منا من موقعه ما يستطيع تقديمه، حتى نتمكن من تخطي هذه المرحلة الصعبة.

عن جريدة البناء
7/7/2020






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com