|
عودة الى أدب وفن
لبنان ينتفض والوسط الفنّي يثور على القمع:
أهم ثورة هي ثورة العقل ونبذ أشكال اللاإنسانية المستشرية - رنا محمد صادق
بين مطلب العيش الكريم ورفع الصوت قصة، وبين الانتفاضة والثورة سبيل، بين الإنسانية واللاإنسانية مسافة كلمة، بين صوت الضعيف والقوي هزّة، وبين الشعب والفنان مسيرة وأجيال، توحّدت الكلمة ورُفع شعار الثورة بين الشعب الفقير والغني، الفنان الذي يعيش في الداخل أو الخارج، بين صاحب المؤسسة والموظّف، صورة كانت أشبه بحلم عجيب ما قبل 17 تشرين الأول 2019.
اصطف اللبنانيون موحّدي الكلمة والشعار «لا للطائفية، لا للجوع، لا للظلم، مع مطالب الناس وحقوقهم مهما كان الثمن»، ووقفوا يداً واحدة في وجه الاصطفافات السياسية والحزبية، وإن نسي صوت الشعب مفاد العقل والتنفيذ في أي ثورة، فإن صوت الفنان حاضرٌ دوماً لإحقاق حقّ شعبه ووطنه، فإن صوت الفنان أكثر ألماً ووجعاً على مسامع السلطة. لطالما خافت الطبقات الحاكمة من تلك الثورات التي دعا إليها المفكّرون والمثقفون والفنانون لأنهم قدوة الشعب ورأس حربة الحرية والحق والكرامة، وانتفاضتهم تعني حشد الجمهور وتوجيهه إلى منطق العقل في الاحتجاجات والساحات. لذا ومن هنا عمدت «البناء» على نقل صرخة الفنانين ومطالبهم من خلال الحراك الشعبي في لبنان. صلاح تيزاني: صندوق التعاضد مطلبنا الأساسي وهذا حقّنا كفنانين في حديث لـ»البناء» مع الفنان القدير صلاح تيزاني قال عن الحراك الشعبي: مطالب الشعب محقّة، في كافة دول العالم الإنسان يُحترم وتُحترم حقوقه، فمن يعلم الأساسيات البنيوية للوطن يعلم أن التوافق بين الشعب والسلطة هو أهم أساس هذه الركيزة. من خلال احترام حقوق الناس ومطالبهم. أما في لبنان، فالسلطة في مكان والشعب في مكانٍ آخر، النائب والوزير لا يعملان لمصلحة هذا الشعب، بل لمصالحهما الخاصة. وأضاف: من الطبيعي أن تصل الأمور إلى هنا بعد كمّ التعب والظلم والاستبداد وهدر الحقوق، تحمّل اللبنانيون على مرّ السنوات مرارة الطائفية والمناطقية والعنصرية، ويقول المثال: «كتر النقّ يولّد النقار». والتجربة خير دليل، المرشح خلال الانتخابات يكون منقذاً وبطلاً، وحين يتسلّم النيابة يصيبه الصمّ والبكم. هذه الانتفاضة جاءت في الوقت المناسب، لأن الشعب لم يعد يتحمّل، فلبنان لا إيرادات فيه أو سياحة بل يعتمد على أموال مغتربيه بأكثر الأحوال. ويتابع: أؤيد هذه الاحتجاجات والتظاهرات، لكنني ضدّ حرق الدواليب التي تعود بالأضرار الصحية على الناس، إلى أنه توجد مئات الطرائق للتعبير عن الغضب وقطع الطرقات من خلال السواتر الحديدية أو الدروع البشرية أو السواتر الترابية كما تفعل كل شعوب العالم. هذا الدخان يضرّ الناس ويعرّض صحتهم للخطر، ولا تنقصنا أمراض وسرطانات. وأضاف: كفنانين، لدينا جملة مطالب تحقّق بعض منها، لكنها حتى اليوم لم يتم العمل بها، وخصيصاً صندوق التعاضد الاجتماعي للفنانين بنسبة 10 في المئة، فبعض من متعهدي الحفلات يستكثرون على الفنانين بعد انتهاء خدمتهم من تأمين حياتهم حتى لا يصبحوا عالاً على عائلاتهم، من حقّ الفنان أن يؤمّن حياته حين يكبر بتأمين احتياجاته التقاعدية، بعد توقفه عن العمل. وختم صلاح تيزاني: الفنان يجب أن يُحترم حين يكبر وأن لا يُهمل بعد أن قدّم إنتاجات فنية على مرّ السنوات للبنان والجمهور، من حقّه أن يتمتع بأدنى الحقوق كإنسان. أتمنى العمل على مطالب اللبنانيين وتأتي هذه الانتفاضة بالخير على لبنان وشعبه، وأن ترتقي مجالات الثقافة والفنّ والرياضة إلى أوضاع أفضل في المستقبل القريب. تانيا قسيس: الساحة اليوم للشعب وأطلقت أغنية «درب المجد» مبكراً الفنانة تانيا قسيس شاركت اللبنانيين دعواتهم ومطالبهم على طريقتها الخاصة، حيث أطلقت أغنيتها الجديدة بعنوان «درب المجد» التي أكدت أنها أطلقتها مبكراً في ظلّ الأحداث التي تجري اليوم في لبنان. وهو الوقت الأمثل لها. هي التي لطالما دعت إلى وحدة اللبنانيين ومشاركتهم الوطنية في توحيد الصوت، يداً بيد دوماً، قالت لـ»البناء»: أؤيد ثورة وطني لبنان وشعبي، وسعيدة بما يجري على أساس نبذ الطائفية وتوحيد اللون والصوت، لا تفرقة أو تمييز، اللون الوحيد الذي نراه اليوم هو لون العلم اللبناني، بعيداً عن الحسابات الطائفية التي لطالما فرّقت بين اللبنانيين. وأضافت: زرت طرابلس مراراً، وهي التي أثبت شعبها أن كلّ ما رأيناه وسمعناه عنها من قبل كان كذبة تذرّع بها الحكّام لتفريقنا وإبعادنا. طرابلس هذه المدينة التي برهنت انفتاحها وحضارتها من أي وقت مضى. ناشدت منذ سنوات طويلة بوضع السياسة والأحزاب جانباً، ونقف كلبنانيين مع بعضنا. نطالب بحقوقنا كشعب، ورسالتي هي الأغنية والموسيقى، فهما أقوى سلاحين في وجه الطائفية والتفرقة. هذا المشهد، مشهد اللبنانيين مجموعين يداً بيد يكبّر القلب، والروح الوطنية. وتابعت: نحن من الشعب، واليوم انتفاضة الشعب تعنينا جميعاً كمواطنين أولاً وفنانين ثانياً، لكن اليوم الساحة للمواطن اللبناني الذي يطالب بحقوقه الأساسية ونؤيد هذه التحرّكات. والأهم ومهما كانت نتائج هذا الحراك، لا بدّ من الإصرار على هذه الوحدة وتطبيقها في حياتنا اليومية لا العودة إلى الشعارات الرنانة لأجل زعيمة أو طائفة. عن صحيفة البناء 23/10/2019 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |