|
عودة الى أدب وفن
“رؤيا العودة”… فيلم إسرائيلي عن عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم - وديع عواودة
الناصرة- “القدس العربي”: “رؤيا العودة” فيلم إسرائيلي قصير صادر عن منظمة “ذاكرات” الإسرائيلية يتحدث بالعبرية عن النكبة وعودة الفلسطينيين لأوطانهم بهدف استحضار وتعميم حق العودة في الفضاء السياسي الإسرائيلي.
وتؤكد “ذاكرات” أن الفيلم القصير يهدف إلى فتح حلقة أخرى في النقاش حول العودة الفعلية للاجئين الفلسطينيين ممن هجروا من وطنهم في نكبة 1948. يشار إلى أن “ذاكرات” قد تأسست قبل نحو عقدين من أجل تعميم الرواية التاريخية الفلسطينية على اليهود ومحاولة إقناعهم بأنه لا سبيل للتصالح دون الاعتراف بالنكبة وتحمل مسؤوليتها وتضمين التسوية عودة اللاجئين. ويوضح عمر اغبارية أحد قادة “ذاكرات” وهو موثق للنكبة والعودة، أنه جرى الحديث عن العودة في الأسابيع الأخيرة في ظل احتفالات إسرائيل بمرور 71 عاماً على إقامة دولة اليهود، تلك التي أوقعت خلال عملية إقامتها ونتيجة لإقامتها كارثة كبيرة على الشعب الفلسطيني وتسببت له بصدمة قومية مستمرة، وطرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من وطنهم، تم تحويلهم إلى لاجئين ومهجرين. كما يشير لمنع عودتهم إلى بيوتهم، وهدم ومحو المدن والقرى الفلسطينية عن وجه الأرض، والاستيلاء على ممتلكاتهم وأراضيهم، وتهويد وعبرنة المكان ومحو التاريخ والهوية الفلسطينية العربية الشرقية للحيز لافتا أن هذه ليست سوى بعض الجرائم التي اقترفها الاستعمار الصهيوني”. ويشير اغبارية إلى أن استكمال احتلال فلسطين في عام 67، الحكم العسكري المفروض على الضفة الغربية، حصار غزة، الغربة القسرية والمتواصلة لأكثر من سبعة ملايين فلسطيني، السياسة العنصرية، المستعلية والفظة تجاه كافة الفلسطينيين بمن فيهم مواطنو إسرائيل- ليست إلا دليل على النكبة المستمرة. ويقول إن النكبة مغروسة عميقاً في الأيديولوجية والممارسة الصهيونية- ابتداء بدعاية “الأرض المقفرة” التي سوقت في العقود التي سبقت الحرب، مروراً باحتلالات ومذابح في 1948، كدير ياسين، طرد أهالي مجدل في 1950، مذبحة كفر قاسم في 1956، واحتلالات 1967، ونهب الأراضي، وقتل مواطنين متظاهرين في يوم الأرض عام 1976 وفي انتفاضة 2000، ووصولاً إلى الحواجز العسكرية، وتقييد حرية الحركة، وقنص المتظاهرين في قطاع غزة وما إلى ذلك. ويتابع اغبارية في الفيلم الموجه للإسرائيليين: “عملنا في منظمة “ذاكرات” طوال سنوات على اطلاع الإسرائيليين على النكبة والغبن الذي تسببت به، وطالبناهم بالاعتراف بمسؤوليتهم عن النكبة والعمل من أجل إصلاح الغبن التاريخي وتحقيق العدل. تحدثنا عن النكبة بالعبرية ونجحنا- بقوانا البسيطة- في أن نفتح عيون عدد غير قليل منهم”. وعندما سُئلنا عن مسألة الإصلاح والعدل، كان حق العودة للاجئين الفلسطينيين أحد الأسس المركزية بالطبع. ويوضح أنه لم تكن لدى “ذاكرات” أي علامات سؤال حول تأييد حق العودة لكن المسألة المثيرة والتي لا تقل أهمية كانت حول تطبيقه: أين؟ بأية طريقة؟ ماذا ستكون الإسقاطات؟ ما هو الثمن؟ ما هي الخطوات العملية التي يجب القيام بها؟ ويضيف: “هكذا بدأنا نتحدث، بالإضافة إلى النكبة بالعبرية، عن العودة بالعبرية. نحن نعي بأن التعاطي مع موضوع عودة اللاجئين الفلسطينيين في الواقع السياسي الحالي، الفلسطيني والإسرائيلي، والإقليمي والدولي، قد يبدو كالهذيان. ولكننا نعي كذلك أنه لن يكون هناك حل عادل للفلسطينيين دون تحقيق حق العودة. لهذا، فنحن عازمون على طرح الموضوع في كل الأطر الممكنة لإبقائه على طاولة النقاش الجماهيري، ومعارضة سياسة إسرائيل التي ترمي إلى إنكاره وتغييبه”. ويقول الفيلم القصير إن النقاش حول عودة اللاجئين الفلسطينيين في الحيز الإسرائيلي هو بمثابة فعل غير شرعي تقريباً، موضحا أن إقصاءه جانباً هو أمر مريح من ناحية غالبية الإسرائيليين الذين لا يريدون بأن يقض مضجعهم؛ حتى أن حق العودة يغيب بطريقة أو بأخرى عن قائمة الأهداف التي تضعها غالبية المنظمات الإسرائيلية التي تسمى منظمات حقوق الإنسان. وعن ذلك يقول اغبارية في الفيلم: “لا يوجد أدنى شك في أن غياب النقاش حول تطبيق العودة يخدم السياسة الإسرائيلية، ويخلد الوضع القائم الذي كرسته الدولة اليهودية الصهيونية لصالح ولراحة الأغلبية اليهودية والذي يؤول إلى استمرار السيطرة اليهودية- الصهيونية والحفاظ على الأغلبية اليهودية التي خلقت هنا بقوة السلاح وفي أعقاب طرد أبناء المكان”. بالمقابل يزعم اغبارية أنه من ناحية المنظمات الفلسطينية والأحزاب الفاعلة لدى فلسطينيي الداخل وفي السلطة الفلسطينية وفي الشتات، فإن حق العودة لا يحظى بمكانة مركزية في أجندتهم، وبالنتيجة لا يوجد بالطبع أي نضال فعلي لتطبيق العودة ولا يوجد لدى أي جسم برنامج عملي أو اقتراحات لتحقيق العودة. ويرى اغبارية أن التعاطي فقط مع قضايا مثل الحقوق المدنية في ظل الهوية الإسرائيلية، والنضال الفلسطيني لرفع الحصار عن غزة، والمطالبة بتقليل عدد الحواجز داخل الضفة الغربية، والمظاهرات ضد هدم البيوت ومن أجل إطلاق سراح الأسرى، وغيرها. ويتابع: “لو أنها جديرة بحد ذاتها لكنها تقصي بشكل واع أو غير واع النضال من أجل تحقيق حق العودة خارج الوعي السياسي ومعه الرؤيا الاستراتيجية لتحقيق حل دائم يضمن التحرر والمساواة والديمقراطية الحقيقية”. ويقول إنه عندما بدأت “ذاكرات” بالتعامل ليس فقط مع حق العودة إنما كذلك مع الجوانب العملية للعودة وطريقة تطبيقها فُتح أمامها موضوع واسع ومركب يتطلب الدراسة والفهم، التحضير والتخطيط، حيث ستكون هناك انعكاسات راديكالية للعودة على الحيز على المستوى السياسي، الديمغرافي، الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي، البيئي وغيرها، معتبرا أن هذا النقاش هو جزء من صياغة الخطاب حول العودة وتعزيز حضوره، وكل الجمهور- بما يشمل الجمهور اليهودي- مدعو للاعتراف بأهمية العودة وضرورتها ولتصور الحيز من بعد تطبيقها. ويرى اغبارية أن “رؤيا العودة” الذي أطلقته “ذاكرات” أمام إسرائيليين هو حلقة أخرى في النقاش حول العودة الفعلية. وتلخص الـ20 دقيقة التي يضعها الشريط أمام الجمهور سيرورة ملفتة لمجموعة إسرائيلية تعاملت مع مسألة العودة الفعلية للاجئين الفلسطينيين إلى قراهم في منطقة بيت جمال غربي القدس المحتلة. منوها إلى أن السيرورة التي امتدت على بضعة أسابيع من التعليم، الجولات والنقاشات قد أثارت أسئلة مباشرة حول العودة المستقبلية وتصور حيز منعتق من قيود السياسة الحالية الضيقة. وأكد أنه خطوة صغيرة للاستئناف على المفهوم ضمناً السياسي في إسرائيل وللتفكير خارج الصندوق”. عن القدس العربي 26/6/2019 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |