عودة الى أدب وفن

يـــــــا شـــــــام! - إياس ناصر

يا شامُ يا أحلى الصّبايا... اِرفعي
هذا الجبينَ الحرَّ رغمَ دماكِ

وتعطّري بالدّمعِ... كم من قصّةٍ
فضَحَتْ على مرأى الرّدى عيناكِ

ولْتغفري كلَّ الخطايا إنّما
دربُ المسيحِ كثيرةُ الأشواكِ...

* * *
يا شامُ يا عطشَ السّماءِ إلى المدى
يا آخرَ الشّعراءِ والنُّسّاكِ

الشِّعرُ يَعرفُ حينَ يَفقدُ نفسَهُ
أنّ القصيدةَ طعمُها شفتاكِ

والوردُ قد حَسَدَ التّرابَ لأنّهُ
وَجَدَ الرّجالَ تعطّروا بثراكِ

يا أيُّها القلبُ الكبيرُ بشرقِنا
مَن للتّآخي حارسٌ لولاكِ

شيخٌ يرتّلُ في الكنيسةِ سورةً
ومن المساجدِ صوتُ قسٍّ حاكي

يا من حَمَلْتِ صليبَ كلِّ عروبتي
ومشيتِ بينَ الشّوكِ والأسلاكِ

لم يدرِ يومًا ياسمينُكِ أنّهُ
سيَصيرُ أحمرَ من دِما جَرْحاكِ

يا شامُ... هل للهِ أيُّ خطيئةٍ
إلّا التّعامي عنكِ عن قَتْلاكِ؟!

يا شامُ... هل للحزنِ طعمٌ آخرٌ
إلّا الذي ينسابُ حينَ نراكِ؟!

كلُّ الذّئابِ تقنّعتْ بنعاجِها
وتحوّلَ الشّيطانُ ألفَ مَلاكِ

باعوكِ يا شامَ العروبةِ كلِّها
باعوكِ بالدّولارِ والأملاكِ

باعوكِ بالنّفطِ المبلَّلِ بالدِّما
ورمَوْا على الأحرارِ ألفَ شِبَاكِ

شيخُ القبيلةِ لا يزالُ مُفاخِرًا
في شرقِنا بالأحمرِ الشُّبّاكِ

شيخُ القبيلةِ لا يزالُ بحاجةٍ
للجنسِ والأبكارِ حينَ غزاكِ

فلْتنهضي يا شامُ... لستِ ضعيفةً
كي تُسقِطي التّاريخَ من يُمناكِ

ولْتخرجي من بينِ أكوامِ الرّدى
ولْتمسحي وجهَ الزّمانِ الباكي

قَدَرُ المنايا أن تموتَ إذا رأتْ
وجهَ العزيمةِ مشرقًا بسماكِ...


كفر سميع - الجليل
13/12/2013






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com