|
عودة الى أدب وفن
الأستاذة روزا سمعان والاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني - شاكر فريد حسن
يتعرض تراثنا الشعبي الفلسطيني الى الاستهداف الصهيوني، وتعمل المؤسسة الحاكمة لتجريد شعبنا من هويته وتراثه وتاريخه، ووسائلها لتحقيق ذلك منها طمس وتشويه وتزرير وادعاء التاريخ والتراث الفلسطيني. ولا يقل استلاب التاريخ والتراث في خطورته عن استلاب الأرض، وبما أن التراث يشكل دعامة أساسية في صيانة الهوية الوطنية الفلسطينية، فالدعوة لإحياء التراث وحمايته من الضياع، والعودة إلى الجذور هو جزء من معركة الصمود والبقاء والوجود الحضاري وصيانة هويتنا الفلسطينية.
وانطلاقًا من هذه الرؤية اهتم العديد من الباحثين والدارسين وأصحاب الشأن بتسجيل وتوثيق هذا التراث وحمايته من عمليات الطمس والتشويه والتذويب. من هؤلاء الباحثين الأخت والصديقة ابنة سحماتا الجليلية المهجرة، المقيمة في حيفا، المربية روزا سمعان، التي لها اهتمام منذ زمن بعيد باحياء تراثنا وتوثيق الأغاني الشعبية الفلسطينية. وروزا سمعان صاحبة تجربة تراثية مشرقة ومضيئة، مسكونة بتراب قريتها المهجرة، وملتزمة بقضايا شعبنا الوطنية، وكانت قد نشرت في الثماننينات من القرن الماضي، عدة حلقات في مجلة "الجديد" الثقافية الفكرية المحتجبة، عن الأغاني الشعبية الفلسطينية، وتركزت على أغاني النساء في الأفراح، كالمهاهاة- الزغاريد، والتراويد وغير ذلك. وعن هذا اللون الشعبي من الغناء النسوي، كتبت روزا سمعان قائلة: "هذه التراويد لا نصادفها اليوم في اعراسنا ذلك لطغيان التكنولوجيا والأغاني التي تتماشى مع روح العصر ذات الروح الصاخبة فأغاني الديسكو طغت على أفراحنا لعدم إحيائها في ديارنا بل في قاعات مستأجرة مع فرق موسيقية تخلط بين الغربي والعربي بصورة جنونية، وآمل أن نجد حلًا لهذه الموجة التي تشكل خطرًا على تراثنا واهيب بشبابنا وشاباتنا لحماية البقية الباقية من تراثنا من الضياع. ولقد صدق من قال أدبنا غير ضائع بل منسي ومطوي في الذاكرة". كم نحتاج لمثل هذه الدراسات التراثية التسجيلية والتوثيقية في معارك التحدي والكفاح والمقاومة الشعبية، والعودة الى جذور تراث شعبنا وتسجيله لنخترنه في الذاكرة الوطنية الحية ونبعثه من جديد، فهو مركب هام من مركبات هويتنا الفلسطينية وحبنا لتراب هذه الأرض ولوطننا الغالي. ومن هنا نتوجه للصديقة الباحثة الأستاذة روزا سمعان، لتجميع ما نشرته في الجديد واصداره في كتاب وتقديمه لاجيالنا الفلسطينية الصاعدة، لما لذلك من اهمية في معركة الوجود والبقاء والرسوخ في هذا الوطن الذي لا وطن لنا سواه، مع خالص التحية والمودة والتقدير لما قامت به روزا من جهود طيبة ومباركة في حفظ جزء من أغاني وتراث الجليل. عن موقع الجبهة 22/1/2019 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |