![]() |
|
عودة الى أدب وفن
ماضينا مع الشِعر الجميل - سهيل عطاالله
في الماضي الجميل يوم كنا طلابا في المدارس الابتدائية وما فوقها كان tي برامج دروسنا الأسبوعية درس تتلألأ أبجديته.. اسمه (المحفوظات) وفيه كنا نحفظ عن ظهر قلب نصوصًا شعرية تداعب فيها أذهاننا بديع الفكر وجمال الصور وايقاعات القوافي والأوزان.. كنا نحفظها ونرددها كما يردد الشعر شعبنا اناشيده الوطنية.. كان حفظنا لعيون سلاحًا نتسلح به في مساجلاتنا الشعرية في الصفوف وعلى منابر المعرفة والتنافس. في دروس المحفوظات تعلمنا اعتلاء المنابر وصدْح الحناجر.. في امتحاناتنا وفي إجاباتنا وتحليلاتنا كنا ننثر على صدور وهياكل دفاترنا قريضًا مستشهدين بأبيات تدعم المقام والمقال.. وكان اساتذتنا يطربون لإجاباتنا المعطرة بعطر الشعر وعطر القوافي. في أيامنا هذه تغيب القوافي ويتوقف العروض عن استعراض عضلاته فتتهاوى المحفوظات التي كانت صرحًا منيعًا نصون في رحابه وباحاته آدابنا وجواهر ضادنا. في هذه الأيام نترحّم على الماضي الجميل فأولادنا وحفَدتنا لا يفقهون ما كانت أذهاننا وأفواهنا تفرز من عسل الكلام ورحيق الاقلام. لقد غيّبت مناهج التلقين والتدجين المحفوظات لتصبح أطعمة محفوظة مجمدة معلّبة انتهى تاريخ استعمالها وصلاحيتها!! لقد غابت عن هياكل مدارسنا منابر المساجلات الشعرية والاجابات المعمّدة ببديع الشعر فأولادنا وخريجونا لا يحفظون شعرًا فقوافي المبدعين لديهم سابتة غائبة مُغيّبة! لا أملك إلا ان أتحسر على ايام شَرِبنا من أثدائها ألبان القريض.. لا أملك إلا ان أتحسّر على قصائد تقول لقارئها ها أنا أمامك.. احفظني.. عانقني.. في جسدي تسكن الأوزان والألحان وبديع البيان.. هكذا قصائد تعيدنا الى الزمن الجميل.. الى زمن المحفوظات.. أما قصائد النثر فلا نستطيع حفظها فإيقاعها ليس ايقاعًا نتمايل معه مستعذبين رنين الكلام! عن موقع الجبهة 29/8/2017 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |