عودة الى أدب وفن

الوردة الشامية - د. فؤاد خطيب

استوقفني خبر مُصور جَميل أثلج صدري على احدى الفضائيات السورية . هي حقيقة الفضائيات العربية الوحيدة مع الميادين والمنار التي تَستحق المشاهدة، بعد ان أثبتت الحرب الارهابية العالمية المُعلنة من أعداء سوريا على سوريا الوطن والشعب قبل كل شيء، منذ أكثر من ستة أعوام أن باقي الفضائيات "العربية " الألف الأخرى أنها مُرتَهنَة، أسيرة أو عميلة للغرب والصهيونية العالمية والفكر الوهابي التكفيري السعودي، ساهمت وما زالت أحيانا بالبث الحي المباشر في قتل العرب وتدمير بلادهم على طول امتداد الوطن العربي الكبير. الخبر المُصور كان عن بدء موسم جَني الوردة الشامية في ريف حمص الشرقي الجنوبي على أطراف البادية الشامية، بعد أن حَرَره مؤخرا الجيش العربي السوري من دنس الارهاب والارهابيين الذين فروا كالجرذان، أمام زحف الجيش الى جهنمهم وبئس مصيرهم والى حورياتهم الدنسة مثل ذقونهم . كم كان جميلا أن ترى كم هو هذا الشعب العربي الأصيل عظيما بشيبه وشبابه ونسائه وأطفاله، وهم يجمعون الورود المتفتحة الجميلة في سلال من قش الى حاويات تنقلها الى مصنع قريب، ليصنعوا منها الصابون والعطر والمواد الطبية التي يصدرونها الى السوق المحلية والأسواق العربية والعالمية. لا أخفيكم أنني وللوهلة الأولى شعرت بأنني أرى مشاهدا سيريالية قادمة من عالم آخر بعد ما تعودنا على مشاهد الحرب والدمار والخراب، الذي خلفه الجرذان الارهارببون في الأرض السورية وفي الحضارة السورية العريقة أساس الحضارة البشرية منذ 10 آلاف عام . كم تمنيت لو كنت بينهم والحرب وقد وضعت أوزارها هناك وعم السلام والخير والحب هناك، كعهده بعد القضاء على آخر ارهابي لأعقد لحفيدتي الصغيرة الجميلة التي شاهدت الفيلم معي وطلبت مني بالحال قائلة "سيدي اعملي عقد من الورد مثلهم "، بعد أن رأت الصغيرات بعمرها هناك تزينوا بأكاليل وعقود من الورد ورقصوا وغنوا بين شجيرات الورد نعم على طرف الصحراء الشامية!!!

الوردة الشامية هي علامة فارقة هناك تماما مثل الياسمين وتدمر وقلعة حلب والمسجد الأموي وقاسيون وبردى وسوق الحميدية وتمثال صلاح الدين في قلب العاصمة السورية قلب العروبة النابض كان وسيبقى. عندما خَلق البَحر آلهة الجمال أفروديت غارت الأرض منها وأرادت أن تثبت قدراتها على خلق جمال مماثل فكانت الوردة الشامية فهي جميلة فعلا، وهي ملكة كل الورود. ذكرت في الالياذة والاوديسا لهوميروس ولقبها الشاعر الاغريقي سافوا بملكة الأزهار. تغنى الرومان بها واستحموا في أحواض مملوءة بأزهارها . جعلتها زنوبيا علامة فارقة على أبنية تدمر وأقواسها ومقابرها ودروع فرسانها. كتب شكسبير عنها في مسرحيته الخالدة "روميو وجولييت " على لسان أحد أبطالها لا أذكر من بالضبط " .. أنت جميلة كالوردة الشامية ". الأجمل من كل هذا صمود هذا الشعب الجبار في هذ الحرب الارهابية التكفيرية العالمية التي شُنت عليها ظُلما من أعداء العرب على أنواعهم ومن الكلاب العرب التي عوت وما زالت تعوي لقوافل الارهاب. صمود هذا الشعب أوصل مرة أخرى رسالته الحضارية الى كل شعوب الارض المحبة للسلام والحضارة. شعب يرقص للورد ومع الورد أصبح علامة راقية وواضحة المعالم على أن الحضارة البشرية حقيقة نشأت في الشرق العربي في سوريا وما بين النهرين واليمن وحوض النيل وهي باقية الى أبد الدهر .

عن موقع الجبهة
7/6/2017






® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com