|
عودة الى أدب وفن
تدمر تغسل آلامها بالموسيقى: بكتب إسمك يا بلادي
قبل عام من اليوم، كان تاريخ تدمر مجللاً بالسواد، وكانت زنوبيا وكأنها تعلن نهاية حقبة جميلة من عمر مملكتها الضاربة في القدم.
لم تتمكن أسوار التاريخ من صد غزو تنظيم «داعش»، وتحولت المعابد الأثرية وقوس النصر وقصور الإغريق والمسرح الروماني إلى ساحات لتنفيذ عمليات الإعدام التي يقررها التنظيم المتشدد. لكن الجيش السوري تمكن في آذار الماضي من طرد الإرهابيين من تدمر بعد عام على احتلالهم المدينة الأثرية ونسف بعض آثارها القديمة. المشاهد السوداء تبدلت اليوم لتحتل ساحات المدينة فرق سيمفونية وطنية، وأخرى روسية، ولتعلن بدء حرب أخرى بسلاح الموسيقى لإزالة آثار عام من الدماء والدمار التي بدت واضحة بشوارع المدينة الأثرية. وتجلت المفارقة في جمهور المشاهدين، وبعضهم من أسر الشهداء وضحايا عمليات الإعدام والذين صفقوا طويلا للألحان والأغاني بعدما كان الجمهور يصفق مضطراً لعمليات الذبح والإعدام التي كانت تجري آنذاك في المكان ذاته. وتوالت المقطوعات الموسيقية في محاولة لمحو مشاهد قطع الرأس التي كانت تنفذ بحق السكان وحراس تدمر، وبينهم المدير العام السابق للآثار خالد الأسعد، الرجل ذو الثمانين عاما الذي رفض مغادرة أرضه ومفارقة متاحفها ومعابدها التي ظلت صامدة على مر الزمان. وتحت عنوان «بوابة الشمس»، أقيم مساء الجمعة حفل موسيقي شاركت فيه «الفرقة السيمفونية الوطنية السورية» و «الفرقة الوطنية للموسيقى العربية» و «أوركسترا ماري» و «جوقة الفرح». وعلى مدى أكثر من ساعتين، قدمت الفرق المشارِكة مقطوعات موسيقية وأغنيات ألهبت حماس الحضور. وبدأ الحفل بمقطوعات قدمتها فرقة مراسم الشرطة والجيش والقوات المسلحة، تضمنت «تحية الشهيد» والنشيد السوري و «المارش الجنائزي»، ثم قدمت «أوركسترا ماري» أربع مقطوعات موسيقية تحت عناوين «تدمر وفينيقيا وماري وأوغاريت». بعد ذلك، قدمت جوقة الفرح أغنيات «راجع بأصوات البلابل» و «بكتب إسمك يا بلادي» و «عامر فرحكم» ومقطوعات «اعتز العز» و «سوريا» و «تنتصر تدمر». أما «الفرقة الوطنية للموسيقى العربية»، فقدمت مقطوعة بعنوان «تدمر بوابة الشمس» وأغنية «خبطة قدمكن» وأغنية «زفوا العسكر للمجد وراياتك بالعالي يا سوريا». وقال وزير الثقافة السوري عصام خليل إن «ما نشهده اليوم من تظاهرة احتفالية ما هو إلا رسالة تقدير وتمجيد للشهداء الذين قدموا حياتهم لتبقى سوريا خالدة مستمرة»، مشيراً إلى أن الاحتفال «يمثل رسالة إلى العالم تقول إن السوريين هم أبناء الشمس وهم مستمرون في ألقهم ومجدهم». من جهته، وصف وزير السياحة بشر يازجي الأضرار التي أصابت الآثار والمعابد والمنشآت السياحية في تدمر بأنه «كبير جداً». لكنه اعتبر أن «هذه الأضرار ليست لنا سوى زيادة بسمو مدينة تدمر لأنه مرّ عليها غزو جديد لكنها انتصرت وعادت الى أوجها. لذلك نحن اليوم نخطط من أجل إعادة تدمر أيقونة للآثار والسياحة حول العالم». وكانت أوركسترا «مسرح مارينسكي» الروسي نظمت يوم الخميس حفلاً موسيقياً مفاجئاً على المسرح الروماني في تدمر. وقاد المايسترو فاليري جيرجيف، صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوركسترا. الحفل أقيم بعد شهر من مساهمة غارات جوية روسية في طرد مقاتلي «داعش» من المدينة. عن السفير 5/5/2016 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |