عودة الى أدب وفن

عمر الفرا: شاعر سوري كبير رحل - عزت فرح



ولد الشاعر السوري عمر الفرا في مدينة تدمر السورية عام 1932 وتوفي في 21 حزيران 2015 درس في كل من تدمر وحمص بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة وهو ابن ثلاث عشرة سنة، نظم الشعر الشعبي واشتهر كثيرا بطريقة القائه المميزة للشعر وكانت كلماته قوية ومعبرة، يعتبره كثيرون من النقاد وذواقة الشعر شاعرا مبدعا متمكنا ومعبرا وهو من اهم الشعراء العرب. عمل في التدريس في مدينة حمص مدة 17 عاما.

تفرغ بعد ذلك للاعمال الادبية والشعرية، امتاز في قصائده بالعامية البدوية، لهجته كانت منطلقة، كما كتب الشعر بالفصحى وتتنوع اغراض شعره في المواضيع والمناسبات والقصص الاجتماعية التي عبر فيها اجمل تعبير.

وخير دليل على الشعر الاجتماعي قصيدة حمدة: وهي قصيدة رائعة تتحدث عن فتاة بدوية انتحرت عندما اجبرت على الزواج من ابن عمها، واصبحت هذه القصيدة رمزا للشاعر العظيم عمر الفرا.

ويحضرني مشهد لاحد طلاب المدرسة حيث القى قصيدة حمدة عن ظهر قلب وبصورة مؤثرة ابكتني وغيري من الحاضرين، عندما اتقن هذا الشبل القاء القصيدة بشكل رائع لن انساه، وهذا الطالب يدرس الطب في البلاد في مراحل متأخرة.

من اعمال هذا الشاعر العملاق ديوان (قصة حمدة) و( الارض النا) (وحديث الهبل) (وكل ليلة) بالعامية (والغريب) و(رجال الله) بالفصحى ومن اجمل قصائده (جول جمال)، ولمن لا يعرف جول جمال- فقد ولد عام 1932 في قرية المشاية- سوريا، ونشأ في اللاذقية وحاز على الشهادة المتوسط 1950 من الكلية الارثوذكسية في مدينة اللاذقية ودرس في الجامعة السورية في دمشق الا انه تركها في نفس العام ليلتحق بالكلية البحرية في الاسكندرية، في عام 1956 تسلم من الرئيس جمال عبد الناصر شهادة البكالريوس في الدراسات البحرية، مع ساعة يد ذهبية تقديرا لتفوقه. كما تخصص في قيادة اللنشات البحرية برتبة ملازم وكان ترتيبه الاول على جميع الضباط السوريين الذين تخرجوا من الكلية البحرية.

عندما علم ان البارجة الفرنسية جان بار تتقدم نحو الموانئ المصرية ابان العدوان الثلاثي الفرنسي الانكليزي الاسرائيلي يوم 4 تشرين الثاني 1956، دافع عن قطعة من وطنه العربي ببسالة بعملية فدائية وببطولة وشجاعة، حيث قام جول جمال بقيادة وتوجيه احد الزوارق الحربية في مواجهة مدمرة عملاقة متصديا لها واغرقها قبل ان يستشهد. وهو اول شهيد في عمليات سورية مصرية، واستشهد حيث رفع البطل السوري جول جمال راية وسمعة البحرية العربية عاليا.

وتخليدا لذكراه سميت شوارع عديدة في دمشق واللاذقية على اسمه، ومنح براءة النجمة العسكرية من جمال عبد الناصر وبراءة الوشاح الاكبر من بطريرك انطاكيا للارثوذكس، ومن الاوسمة التي لا تعد وعلق تمثاله على جدارية في قريته المشاية في بهو المدرسة الثانوية. يقول الشاعر الفرا في قصيدة جول جمال:

الدنيا دغشة

قبل طلوع الضب نتفة

والحارس... واقف عالمرفأ

ونام الكون ونام النوم

وعيونو حلفت ما تغفا

يراقب..

حتى دروب الموجة...

يمكنكم العودة الى القصيدة حتى تشعروا بعظمة الموقف ولا اخفي عليكم انني لم أكد اكمل القصيدة حتى اغرورقت عيوني بالدمع وشعرت بالعزة والكرامة.

وفي قصيدة رهيبة يا ذيب جوعك مثل جوعي..

كم اتمنى على المعلمين معلمي اللغة والتربية ان يقرأوا على طلابنا هذه النفحات البطولية من أدبنا ولكن هيهات...

عن موقع الجبهة
21/7/2015







® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com