|
ندعو مبدعينا لحراسة الحلم! - فتحي فوراني
دور الكلمة.. إزالة الغبار الخانق وعلامات الاستفهام وعلامات التعجب.. واجب الكلمة الحرة والشريفة والملتزمة إماطة اللثام عن وجوه أعداء الشعوب وأعداء الإنسانية وأساطين عولمة الإرهاب.
جاء في التراث: ألشعر ديوان العرب. يأبى هذا الموقع الثقافي إلا أن يقوم بإحياء أيام الشعر العكاظية.. ويأبى إلا أن يحافظ على هذا التراث، جزءًا من الهوية الثقافية والحضارية..ومساهمة في إثراء ديوان العرب! واجبنا في هذه المؤسسة أن ننزل إلى الساحة الثقافية..بعزيمة فولاذية..لترسيخ جذورنا في أرض الإبداع. إننا بهذا نميط اللثام عن وجه الشمس..لكي ترسل أشعتها الساطعة على حدائق الشعر..وتفتح الفضاء أمام جميع الأزهار..حتى تتفتح وتنطلق وتحلق في سماء الإبداع. نحن مع كوكبة خيرة من المبدعين.. بعضهم يطمحون للبحث عن موقع على أرض الشعر.. وبعضهم يحلم بالأصالة والتميز والتفرد.. وجميعهم يسعون بصدق لتقديم الأفضل والأجمل والأروع! إن هذه الكوكبة تشق طريقها بخطى حثيثة.. طموحًا لتحقيق الحلم الشعري.. ومساهمة في تشكيل خارطة شعرية مشتهاة. هكذا كانت بدايات الشعراء المبدعين الكبار.. الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه.. والذين شكلوا معالم بارزة في دنيا الشعر الفلسطيني والعربي والعالمي.. إن صديقنا وصديقكم محمود درويش.. من هنا خط أبجديتة الأولى.. وفي هذه الأرض الطيبة.. غرس بذوره الأولى.. فنبتت له أجنحة.. وكانت له انطلاقة عزّ نظيرها.. حتى حلق نسرًا فلسطينيًا شامخًا ورائعًا.. وراح يغزو القمم في دنيا الشعر. إن مؤسسة محمود درويش للثقافة والإبداع وضعت نصب عينيها فتح الفضاءات أمام مبدعين صاعدين واعدين، يفلحون الآفاق لاجتراح مستقبل يكفل لهم موقعًا في الخارطة الشعرية.. ففي هذه اللحظة التاريخية المأزومة.. التي ابتلينا فيها بربيع عربي يعتمر قبعة الأنكل سام ملتحيًا.. متسربلا دشاديش العربان.. تبرز أهمية الكلمة المقاتلة والشريفة سلاحا نبيلا لتعميق المعنى.. وتعبئة الفكر والوجدان.. لنفض الغبار عن "الوعي" المفقود الذي يهيم على وجهه تائهًا! دور الكلمة.. إزالة الغبار الخانق وعلامات الاستفهام وعلامات التعجب.. دور الكلمة تسليط الضوء على الغيوم السوداء التي تخيم على المشهد السياسي في وطننا وفي المنطقة.. حتى تتضح الرؤية.. واجب الكلمة الحرة والشريفة والملتزمة إماطة اللثام عن وجوه أعداء الشعوب وأعداء الإنسانية وأساطين عولمة الإرهاب. ونحن ندعو المواهب الواعدة والصاعدة والواعية لأن تقوم بواجبها..أن تنضوَ عن سواعدها..أن تقبض على الجمرة وتتمسك بها.. وأن تؤدي دورها الريادي تجاه قضايا شعبنا وتجاه الأجيال الصاعدة. نحن ندعوها لأن ترفع الراية وتتمسك بالبوصلة..وتوظف إبداعاتها من أجل الحرية والكرامة والعدالة.. لشعبنا ولجميع شعوب الدنيا. نحن ندعوها لحراسة الحلم.. والتصدي للسهام السامة التي تسعى لاختطاف الحلم.. ودفنه سرًا وفي ليلة ليلاء.. يعزّ فيها ضوء القمر! نحن نرى في هذا المهرجان الشعري.. تظاهرة ثقافية.. وإحياء لظاهرة المهرجانات الشعرية التي اكتسحت المدن والقرى في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي.. ولا سيما في كفر ياسيف والناصرة وعكا وحيفا وغيرها من المواقع في جميع أنحاء الوطن. وكان لمحمود درويش فيها دور بارز متميز ترك بصماته الخضراء على خارطة الشعر الفلسطيني في هذا الوطن الجميل.. وفي عواصم الدنيا الثقافية! إننا نواصل المسيرة.. ونحفظ الأمانة ونحمل الرسالة.. وآلينا على أنفسنا أن نظل أبدًا على هذا الطريق. وكما نهتم باحتضان الأقلام الشريفة لنقتحم معًا فضاءات الإبداع.. فإن الواجب يقضي أن نتوقف لحظة.. لكي نلتفت إلى وراء.. إلى الذين قطعوا شوطًا لافتًا.. وساهموا في إثراء المسيرة الشعرية.. نتوقف لنقول لهم: أُعطيتم عافية..ونتمنى لكم أيها الأحبة.. مزيدًا من العطاء الإبداعي! إن الوفاء يقضي أن نكون أوفياء.. نقولها دائمًا.. ونختزل المسافة بين القول والفعل.. إن لفتة إلى هؤلاء لواجب أدبي وقومي وأخلاقي.. وقد ارتأينا في هذه الأمسية الثقافية أن نتشرف بتكريم الشاعر أحمد الحاج لعطائه الشعري.. عبر مسيرة شعرية مباركة. فتحياتنا الصادقة نقدمها للشاعر الأستاذ أحمد الحاج.. متمنين له الصحة والعافية والمزيد من العطاء الأدبي.. سنواصل طريقنا في تكريم المبدعين.. وسنظل أبدًا على هذا الطريق..ولن نبدل تبديلا! *(نص الكلمة التي ألقاها الكاتب باسم مؤسسة محمود درويش للثقافة والإبداع في مهرجان الشعر الثالث الذي دعت إليه المؤسسة والذي عقد في المركز الثقافي في كفر ياسيف بتاريخ 28-3-2013) 12/4/2013 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |