![]() |
|
صورة الطفل السوري الغريق تهز العالم وتتصدر شبكات التواصل وتغير الرأي العام الأوروبي
![]() لندن ـ «القدس العربي»:تصدرت صورة الطفل السوري الغريق «إيلان» الأنشطة على الانترنت طوال الأيام الماضية، حيث تم تداول الصورة عشرات آلاف المرات بينما حظيت بالتعليق على نطاق واسع على الانترنت. وشكلت صورة الطفل «إيلان» الذي ألقت به أمواج البحر على شواطئ تركيا صدمة للعالم، حيث كان الطفل من بين مجموعة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى جزيرة «كوس» اليونانية لطلب اللجوء والهروب من الحرب في سوريا. وانشغلت العديد من المواقع الالكترونية بنقل الصورة والتعليقات عليها، فيما تداولت مواقع عربية تسجيل فيديو تظهر فيه وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستورم وهي تبكي خلال برنامج تلفزيوني عندما تم ذكر الطفل «إيلان» خلال استعراض لقضية اللاجئين السوريين الذين يتدفقون على القارة الأوروبية. وكتب أحد المواقع الالكترونية العربية «إن الوزيرة السويدية تبكي الطفل السوري، بينما وزراء العرب قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة». ويجمع العشرات من الصحافيين والنشطاء على الانترنت أن صورة الطفل الغريق أحدثت فرقاً ملموسا في الرأي العام الاوروبي بشكل خاص تجاه اللاجئين، وخاصة السوريين منهم الذين يركبون البحر من أجل الوصول إلى أوروبا. وأعلنت عشرات الجمعيات والمنظمات الخيرية في أوروبا عن زيادة كبيرة في التبرعات التي تم جمعها خلال الفترة التي تلت حادثة غرق الطفل، والصور التي تم تداولها له، كما خرج الالاف من الناشطين الاوروبيين في الايام التالية لحادثة الطفل يستقبلون اللاجئين ويقدمون لهم الطعام والشراب والمساعدات في كل من ألمانيا والنمسا. وكتب الصحافي السوري نجم الدين السمان قائلاً إن «العديد من صور الأطفال السوريين المؤلمة حلت مكان صورته الشخصية خلال الفترة الماضية، قبل إيلان وضعت صورة طفل من حلب تلظى كريشة تحت ركام بيته بعد القصف، في كل مرة تتوارى صورتي خجلا وألما لاني لم افعل ما يجب لانقاذهم، فأكتفي بأضعف الايمان، وأنا ما زلت أحلم بقيامتهم من جديد». أما المدير في منظمة «هيومان رايتس ووتش» بيتر بوكيرت فكتب على «فيسبوك» قائلا: «أشد ما أدهشني حذاؤه الصغير، الذي ألبسه اياه والداه بمحبة صبيحة ذلك اليوم خلال اسدالهما ملابسه على جسده تأهبا لرحلتهم الخطرة. إن إحدى اللحظات الصباحية المفضلة لدى تلك التي ألبس فيها أطفالي وأساعدهم على انتعال أحذيتهم. لم أستطع وأنا أتأمل هذه الصورة إلا أن أتخيل أنه أحد أبنائي، ملقى على ذلك الشاطئ صريع الغرق». وفي السويد حولت صورة الطفل السوري الغريق الرأي العام بصورة حادة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة «سيفو» السويدية أن أعداد الراغبين من المواطنين السويديين بفتح أبواب الهجرة سجل ارتفاعا بنسبة 8? خلال أسبوع واحد، هو الأسبوع الذي تلى تداول صور الطفل الغريق. وكان المسح الذي أجرته الشركة ذاتها قبل أسبوع على الحادثة فقط قد أظهر أن 17? فقط من السويديين يرغبون في فتح أبواب بلادهم أمام كافة اللاجئين، فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 25? بعد أيام على تداول صورة الطفل الغريق، وهو ما يؤكد حدوث تحول في الرأي العام الأوروبي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء. وقال مدير الشركة التي أجرت المسح، تويفو سغورين، إن نسبة من يرغبون في أن تغلق السويد أبوابها أمام اللاجئين انخفضت من 34? إلى 29? أيضا، مشيرا إلى أن «هذا يعود إلى الواقع الكبير الذي تركته صورة الطفل إيلان في نفوس السويديين». وعلق الصحافي والكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة على «تويتر» قائلا إن «قضية اللاجئين المهاجرين من سوريا تشغل العالم أجمع، بخاصة بعد قصة الطفل إيلان. لنصرخ في وجه هذا العالم: حل المأساة يكون بإبعاد القتلة». واضاف: «روح الطفل إيلان الكردي ترفرف فوق رؤوس اللاجئين المتعبة في الأماكن البعيدة، وقد تمنحهم تذكرة دخول إلى حيث يأملون، تبعاً للتعاطف العالمي». وبينما تسببت صورة الطفل «إيلان» بحالة ذهول عالمي، وبعدها فتحت كل من النمسا وألمانيا أبوابها أمام اللاجئين، فان أيا من الدول العربية لم تحرك ساكناً بعد الصور، واكتفى النشطاء العرب بالتعبير عن حزنهم وغضبهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأطلق النشطاء العرب عشرات الوسوم «هاشتاغات» على تويتر عن قضية الطفل الغريق، فيما أسس نشطاء آخرون عشرات الحسابات على «تويتر» باسم الطفل الغريق في محاولة لاحيائه على الفضاء الالكتروني ولفت الانظار إلى قضيته التي شغلت العالم بأكمله. وتعود أصول الطفل «إيلان الكردي» إلى مدينة عين العرب على الحدود بين سوريا وتركيا، وهي مدينة يسكنها غالبية من الأكراد وتعرضت لمعارك ضارية وتدمير شبه كامل عندما دخلها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي. ويقول الكثير من النشطاء إن قصة الطفل الكردي ليست سوى نموذج على معاناة أكبر يعيشها اللاجئون السوريون، حيث التهم البحر أعداداً كبيرة منهم بعيدا عن عدسات الكاميرات، فيما يواجه الكثيرون مخاطر كبيرة خلال رحلات اللجوء سواءا كانت الرحلة برا أم بحرا. يشار إلى أن الهيئات الدولية تقدر بأن نصف الشعب السوري اضطروا إلى ترك منازلهم، منهم من غادر سوريا بالكامل هاربا ومنهم من انتقل إلى مكان أكثر أمنا داخل البلاد، ما يعني ان اعداد المنكوبين في سوريا يتجاوزون الـ11 مليون نسمة، وبحسب التقديرات فان من بين هؤلاء الـ11 مليون نحو ستة ملايين سوري أصبحوا مشتتين في مختلف انحاء العالم، لكنهم يتركزون في معظمهم على الأردن وتركيا ولبنان، ويعيشون أوضاعا صعبة في هذه الدول المضيفة الثلاث. القدس العربي 12/9/2015 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |