![]() |
|
30 عامًا على رحيل القائد والمؤرخ والمثقف الشيوعي الكبير إميل توما
![]() *"ان اميل توما لم يراقب التاريخ ويسجله من موقع محايد، انما شارك في صنع التاريخ ثم سجله من موقع الملتزم. حيث لم تكن مؤلفاته مجرد سرد وقائع تاريخية، بل كانت تمثل تحليلا عميقا ونقدا مبدئيا موضوعيا ورؤية شاملة مع قدرة عالية على استخلاص العبر والنتائج"* "لقد احببت شعبي حبا ملك عليّ مشاعري وآمنت بأخوّة الشعوب ايمانا عميقا لا تحفّظ فيه"، هذه هي الوصية/الرسالة على قبر الرفيق القائد الشيوعي، المؤرخ والمثقف الكبير إميل توما، والذي اكتملت يوم الخميس الماضي، 27 آب، ثلاثون عامًا على رحيله. ولد توما في حيفا في 16/3/1919 وتلقى دراسته الابتدائية في المدرسة الارثوذكسية في حيفا، واتم دراسته الثانوية في كلية صهيون، وفيها انجذب الى النشاطات الطلابية الوطنية. التحق بجامعة كمبريدج في بريطانيا سنة 1937 . وفي نيسان 1939 شارك ممثلا لرابطة الطلاب العرب في فلسطين في المؤتمر الدولي للطلاب الذي عقد في باريس. وانقطع عن الدراسة بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية . انضم في أواخر 1939 الى صفوف الحزب الشيوعي السري، وكان من مؤسسي نادي شعاع الامل في اواسط 1942 الذي عمل بين جماهير العمال، وكان من العاملين على ظهور اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في تشرين الثاني 1942 الذي ضم عشرات آلاف العمال العرب. في ايلول 1943 بادر مع عدد من رفاقه وبينهم توفيق طوبي واميل حبيبي الى تأسيس عصبة التحرر الوطني وانتخب توما امين سر العصبة . وفي 14 ايار 1944 اصدر اتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب في حيفا جريدة "الاتحاد" الأسبوعية، وكان اميل توما صاحبها الرسمي ومحررها المسؤول. شارك توما مندوبا عن عصبة التحرر الوطني في مؤتمر الاحزاب الشيوعية في بلدان الامبراطورية البريطانية في العام 1947 في لندن . وكان له دور هام في اقامة الجبهة العربية العليا عام 1946، واشترك فيها حزب الدفاع، وحزب الاستقلال وحزب الاصلاح ومؤتمر الشباب العرب والكتلة الوطنية وعصبة التحرر الوطني ومؤتمر العمال العرب، في محاولة لاقامة قيادة ديمقراطية. وفي لبنان وردًّا على نشاطه مع الوطنيين التقدميين البارزين مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) وحنا نقارة بين الجماهير الفلسطينية اللاجئة في لبنان، اعتقلته السلطات اللبنانية في أواخر نيسان 1948 واودع سجن بعلبك مع عدد من الوطنيين اللبنانيين وافرج عنه في ايلول 1948 اثر حملة احتجاجية شعبية. وعاد الى حيفا في نيسان 1949 ليتابع عمله في الحزب الشيوعي الاسرائيلي وفي تحرير الاتحاد". وكان خلال سنوات طويلة رئيس تحريرها وبرز دوره الهام منظما وقائدا لكفاح الجماهير العربية ضد مختلف مظاهر الاضطهاد القومي . وفي اواسط 1965 دعي التحق بمعهد الاستشراق في موسكو لدراسة تاريخ الشرق الاوسط. وحصل على الدكتوراة في التاريخ من اكاديمية العلوم السوفييتية تقديرا لكتابه الشامل"مسيرة الشعوب العربية ومشاكل الوحدة العربية" . *وجه بارز* تمتع اميل توما كشخصية وطنية وشعبية بارزة، باحترام كبير بين الجماهير العربية وفي اوساط يهودية واسعة. كان امميا ابتعد عن التعصب القومي وحاربه وآمن من اعماق قلبه باهمية وحيوية الاخوّة اليهودية العربية، والنضال المشترك للقوى الدمقراطية العربية واليهودية وعمل دائما من اجل بناء هذه الوحدة النضالية وتقويتها. وفي نشاطه السياسي والفكري المتعدد الجوانب اكتسب احترام وتقدير الاوساط الدمقراطية والتقدمية الواسعة في اسرائيل والخارج. كان من الوجوه البارزة في نشاطات الجماهير العربية في اسرائيل، كما كان من قادة الجبهة الشعبية التي قامت في اواسط الخمسينيات وفي لجنة الدفاع عن الأرض وفي الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة. ومثّل الحزب الشيوعي في العديد من مؤتمرات الاحزاب الشيوعية الشقيقة. في آب 1984 شارك في اللقاء الدولي حول القضية الفلسطينية للمنظمات غير الحكومية الذي دعت اليه الأمم المتحدة في جنيف وانتخب عضوا في لجنة التنسيق الدولية. كتب عنه الرفيق الراحل زاهي كركبي: كان اميل يتمتع بشخصية قوية جذابة، يحب الاصغاء للناس وسماع افكارهم وانتقاداتهم، وكان يصل مبكرا الى القرى والمدن التي دُعي للمحاضرة فيها حتى يكون لديه الوقت للجلوس مع الرفاق والاصدقاء والاستماع اليهم. كان يتمتع بالبساطة والتواضع. وكثيرا ما وجدته عندما كنت اعرج لزيارته في مكتبه المتواضع في شارع صهيون، حاملا مكنسة يكنس المكتب، او واقفا في المطبخ الصغير يغسل فناجين القهوة او صحنا تناول فيه طعامه. كان يترك البيت في الصباح ويقضي النهار باكمله في مكتبه يطالع ويكتب مكتفيا بغداء بسيط. كان يتمتع بالمثابرة والجلد على العمل. كتبت عنه مجلة "فلسطين الثورة" في افتتاحيتها في العدد الذي صدر بتاريخ 31/8/1985،"ان اميل توما لم يراقب التاريخ ويسجله من موقع محايد، انما شارك في صنع التاريخ ثم سجله من موقع الملتزم. حيث لم تكن مؤلفاته مجرد سرد وقائع تاريخية، بل كانت تمثل تحليلا عميقا ونقدا مبدئيا موضوعيا ورؤية شاملة مع قدرة عالية على استخلاص العبر والنتائج". *مؤلفاته* ألف إميل توما خمسة عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات في الأدب والنقد الأدبي والسياسة والتاريخ والحضارة، أما كتبه فهي: 1-العرب والتطور التاريخي في الشرق الأوسط، دار "الاتحاد"، حيفا، 1960. 2- ثورة 23 تموز في عقدها الأول، دار "الاتحاد"، حيفا، 1962. 3-جذور القضية الفلسطينية، حيفا، 1968. 4-السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، مطبعة "الاتحاد"، حيفا، 1973. 5-يوميات شعب، (30 عاما على "الاتحاد")، عربسك، حيفا، 1973. 6-ستون عاما على الحركة القومية العربية الفلسطينية، البيادر، القدس، 1978. 7-الحركات الاجتماعية في الإسلام، منشورات صلاح الدين، القدس، 1979. 8-العملية الثورية في الإسلام، دار الفارابي، بيروت، 1981. 9-طريق الجماهير العربية الكفاحي في إسرائيل، أبو سلمى، 1982. 10- فلسطين في العهد العثماني، الفجر، القدس، 1983. 11- الحركة القومية العربية والقضية الفلسطينية، الأسوار، عكا، 1984. 12-تاريخ مسيرة الشعوب العربية الحديث، الأسوار، عكا، 1985. 13- الصهيونية المعاصرة، الأسوار، عكا، 1985. 14- منظمة التحرير الفلسطينية، دار "الاتحاد"، حيفا، 1986. 15- مختارات في النقد الأدبي، دار "الاتحاد"، حيفا، 1993. ![]() عن موقع الجبهة 19/8/2015 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |