![]() |
|
القرى السبع اللبنانية - إلياس أبو عقصة
العنوان اعلاه هو لبرنامج تلفزيوني وثائقي يعرضه تلفزيون "الميادين" في هذه الايام.لذلك اردت في هذه المداخلة ان استعرض بعض الامور التاريخية عن هذه القرى،مواقعها وتاريخها ،كيفية ضمها الى اسرائيل ولماذا.
اتفاقية سايكس- بيكو قسمت المنطقة العربية التي كانت تحت الاحتلال العثماني الى سيطرة بريطانيا وفرنسا عليها.فكانت فلسطين والاردن والعراق تحت نفوذ بريطانيا ،بينما اخذت فرنسا سوريا ولبنان.ولما كانت المصالح الاستعمارية هي القاسم المشترك بين بريطانيا وفرنسا ،ومن باب "اللي ما الو براس المال ما بتهمه الخسارة" كانت الحدود بين منطقتي النفوذ غير واضحة تماما . وعليه بدأت مشاكل اهالي القرى الواقعة في المنطقة .
include ('facebookshare.php'); ?>
لنبدأ بشارع رقم 899 الممتد من البصة غربا حتى حصن النبي يوشع شرقا، وهو ما يعرف اليوم ب"شارع الشمال" مرورا بمستوطنة يعرا ثم ايلون فاقرث وسعسع و برعم وافيفيم ثم النبي يوشع. هذا الشارع فتحته القوات البريطانية سنة 1937 لتسيير دورياتها لمنع المقاومين العرب من دخول المناطق الفلسطينية دعما لثورة القسام سنة 1936’وفي العام 1938 بني سياج مواز للشارع وسمي "سياج الشمال "، الذي ازيل سنة 1942. بموازاة فتح الشارع بنيت على امتداده 5 تحصينات عسكرية سميت على اسم الجنرال البريطاني تيغرت (هذا الجنرال احضر من الهند التي كانت مستعمرة بريطانية ،الى فلسطين لقمع ثورة القسام)، وكذلك 16 برجا للمراقبة سميت "بيل بوكس " ، لا تزال اقسام منها موجودة على طول الشارع. اما تحصينات تيغرت فهي اليوم في مستوطنة يعرا ثم شومرا فسعسع وبعدها في افيفيم ثم النبي يوشع.بين تلك التحصينات توجد الابراج المذكورة. اما قصة الحدود وترسيمها ثم اقتطاع القرى السبع ، وهي : طربيخا وعليها اقيمت مستوطنة شومرا ، ثم صلحة وعليها اليوم افيفيم ثم النبي يوشع وعليها حصن متسودات يشع ،وبعدها المالكية وعليها مستوطنة مالكية ،وهونين حيث مستوطنة مرغليوت ،ثم قدس وابل القمح ومكانها يوفال ،فكانت في السياق التاريخي الاستعماري التالي: في أيلول سنة 1920 أعلن الجنرال الفرنسي غورو قيام دولة لبنان الكبير بموجب القرار 318، الذي عيّن حدود هذه الدولة الجديدة الواقعة ضمن المنطقة الزرقاء الخاضعة بموجب اتفاق سايكس - بيكو للنفوذ الفرنسي. وهذه الحدود حينها كانت تشمل 31 قرية لبنانية جرى سلخها عن لبنان في ما بعد لمصلحة فلسطين (في اطار اتفاق وتوزيع المصالح بين سلطتي الانتداب الفرنسي والبريطاني) من ضمنها القرى السبع التي لا يزال في حوزة عدد من أهلها هوياتهم اللبنانية الصادرة باسم حكومة لبنان الكبير، وايصالات مالية كانوا بموجبها يدفعون الضرائب للجباة لولاية بيروت. وتشير الوثائق المنشورة حول القرى السبع الى النواحي القانونية والاجتماعية في عدد من المحطات سبقت ضم هذه القرى الى فلسطين المحتلة. وتقول في معرض تنفيذ أحد بنود معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود: جرى وضع خطوط مؤقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي. عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة" (تحت نظر ومعرفة السلطة البريطانية) وكانت حينها احدى الشركات الفرنسية التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب (مكتب الوكالة اليهودية) على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها الى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية الى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال البريطاني. وفي 23 كانون الأول 1920 توافق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها. وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل نيوكومب ومثل الجانب الفرنسي الكولونيل بوليه. وفي الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بازاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى كيلومترين الى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير الى الجنوب قليلًا من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالًا على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجددًا على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلًا من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني. وبموجب هذا الترسيم خسر لبنان عددًا من القرى ومنها طربيخا، تشحل، النبي روبين، سروج، المالكية، قدس، النبي يوشع، صلحا هونين، ابل القمح". (اتفاق بريطاني –فرنسي.. يعني من كيس غيرك يا مذري...ذري ) ورغم ان القرى الجنوبية السبع المحتلة لا تجري فيها انهار كبيرة، فان لهذه القرى اهميتها من نواحي وضعها الطوبوغرافي – التضاريسي في منطقة الجليل الاعلى الذي يميز المنطقة عن غيرها من بقية المناطق الفلسطينية. وقد ورد في "الموسوعة الفلسطينية" (المجلد الثاني - ط1 - بيروت 1984): "تركزت شبكة تصريف المياه في الجليل الاعلى في الاودية المنحدرة عنه الى السهل الساحلي فالبحر غربًا وشمالًا غربيًا حيث الاودية اكبر واكثر طولًا من مثيلاتها في الشرق والجنوب الشرقي... وهكذا فان الانحدارات العامة لكتل الجليل هي ذات محور شمالي غربي - غربي سائد، ويساعد هذا الانحدار الشمالي الغربي وانخفاض الجبال باتجاه لبنان على تشكل عدد من الاودية الرافدة لنهر الليطاني في لبنان".وعليه فقد كانت مصادر المياهي السبب الرئيسي. اي ان سلطة الانتداب البريطاني كانت معنية بالمنطقة الغنية بالمياه لتسليمها لاسرائيل فيما بعد . مع قيام دولة اسرائيل عام 1948، وما رافقه من تشريد وطرد السكان الفلسطينيين من قراهم ثم هدمها،حصل ايضا للقرى اللبنانية في تلك المنطقة، فهجر اهلها ودمرت قراهم وتشرد من تشرد ونزح الآخرون بدون عودة. يشير الفيلم التلفزيوني الى المئات من المواطنين الذين هجروا من قراهم ،يحملون الهوية والاوراق الثبوتية والجنسية اللبنانية حتى اليوم. عن موقع الجبهة 16/1/2019 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |