مؤامرة "صفقة القرن" ستنطلق من مملكة البحرين - شاهين نصار



أعلن البيت الأبيض الليلة الماضية، عن عقد ما أسماه "ورشة عمل اقتصادية" في مملكة البحرين في نهايات حزيران / يونيو المقبل، لبحث الاستثمارات في الشرق الأوسط لدفع ما أسموه، "خطة السلام"، بقصد صفقة القرن. وستشارك في المؤتمر العيد من الدول العربية والأوروبية وغيرها. في حين أعلنت القيادة الفلسطينية أن "أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية لن تفضي إلى شيء".

وقال الناطق بلسان السلطة الفلسطينية، الوزير نبيل أبو ردينة، في تصريحات لشبكة "سي أن أن"، أن "ورشة العمل" التي أعلنت عنها ?أميركا?، والتي تشكل الجزء الأول من "خطة السلام" في ?الشرق الأوسط? "عقيمة". وشدد على أن "أي خطة اقتصادية بلا آفاق سياسية لن تفضي إلى شيء"، مؤكداً أنه "لن يقبل الفلسطينيون أي اقتراحات دون قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".

وردا على سؤال عما إذا كان سيحضر الفلسطينيون "ورشة العمل" التي أعلن عنها البيت الأبيض، قال أبو ردينة، إن هذا القرار يعود للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لافتاً إلى أنه عندما عُقد اجتماع مماثل في واشنطن في أذار من عام 2018 من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية لأهالي غزة، اختار الفلسطينيون عدم الحضور.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف إن الموقف الفلسطيني واضح وهو عدم المشاركة مطلقا في الجزء الاقتصادي ولا الجزء السياسي من هذا الاتفاق.

وكان الرئيس محمود عباس، قد أكد في نهاية الأسبوع في أريحا، "إن كل ما يقوله كوشنيرنحن لا نقبله. باختصار كل ما قدموه نحن لا نقبله سواء فيما يتعلق بالقدس أو اللاجئين أو المستوطنات أو الحدود أو غيرها".

وأضاف أبو مازن، خلال افتتاحه لمنشآت تابعة لجامعة الاستقلال في أريحا "لا نتوقع أن يقدموا (الإدارة الأميركية) شيئا مهما لأن الشيء المهم قدموه وهو كله ضدنا". وتابع "ولذلك من يقول انتظروا ماذا سيقدموا، نحن نقول لن ننتظر وانما نقول بالإجمال ما تقدمه أميركا مرفوض مرفوض مرفوض".

وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا الليلة الماضية، أن البيت الأبيض سيكشف النقاب عن الجزء الأول من خطة الرئيس دونالد ترامب، بقصد "صفقة القرن"، عندما يعقد مؤتمرا دوليا في البحرين في يومي 25 و26 حزيران لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضاف المسؤولون أن ما أسموها "ورشة العمل الاقتصادية"، ستضم مسؤولين حكوميين وزعماء أعمال في محاولة لتعزيز الجانب الاقتصادي من مبادرة السلام الأميركية المتوقع أيضا أن تشمل مقترحات لحل قضايا سياسية شائكة تمثل محور الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. حسب زعمهم. وقال من صفته وسائل الإعلام "مسؤول أميركي كبير" إن المؤتمر سيثبت لسكان غزة "أن هناك دولا مانحة في العالم مستعدة أن تأتي وتضخ استثمارات".

لكن مسؤولا أميركيا آخر احجم عن القول عما إذا كان مسؤولون إسرائيليون و فلسطينيون سيشاركون في المؤتمر. وقال متحدث باسم وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون "لم نتلق بعد دعوة".

ويتوقع مراقبون، أن الإدارة الأميركية بزعامة دونالد ترامب، تمارس ضغوطا على دول عربية، من خلال تهديدات اقتصادية وعسكرية، وقطع "مساعدات مالية"، بهف جرها للقبول بمؤامرة "صفقة القرن" التي صاغها ثلاثة من اليمين الاستيطاني الصهيوني، في البيت الأبيض، وهم نسيب ترامب، جارد كوشنير، والمبعوث للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل دافيد فريدمان، وثلاثتهم تعلموا في مدارس وكليات دينية يهودية متطرفة.

وتبرز مملكة البرحين، وخاصة وزير خارجيتها، كإحدى أكثر الدول العربية الساعية للتطبيق مع إسرائيل في هذه المرحلة. وكما يبدو فإنها على هذا الأساس قبلت بأن تنطلق مؤامرة "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية من على أراضيها.

عن موقع الاتحاد
20/5/2019




® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com