|
وَجيهُ سُحْماتا، والشّريفُ أرْدان - نمر نمر
وجيه سمعان واجَه َالعالَمَ بصرخته المدوّية، لعلّ كلماته تُسمِع مّن به صمم، من كتاب سحماتا، زهرة من رياض الجليل
include ('facebookshare.php'); ?>
غَداة الذّكرى السّبعين لنكبة الشّعب الفلسطيني، أهالي سحماتا الجليليّة المُهجَّرة شَيّعوا جثمان فقيدهم الغالي: وجيه مبدّا سمعان، وهو وجيهٌ من وجهاء بلده الكرام، عن عمر 81 عامًا، بعد التّهجير والمراوحة بين بعض قرانا الجليليّة ومدينة حيفا، ووسط أجواء حزينة في قرية فسّوطة العامرة بأهلها، وورِيَ جثمانه في مقبرة البلدة، حيث يسكن بعض أفراد أسْرته الكريمة، تعرّفنا على الفقيد في اللقاءات السّنويّة لذكرى النّكبة على ثرى سحماتا على مدى عدة سنوات، ومن خلال موقع جمعيّة أبناء سحماتا، والاجتماعات العامة والمهاتفات، وكتاباته النّثريّة والشّعريّة، فكان من أوائل المُبادرين والنّشيطين السّحامتة لإبقاء هذه الذّكرى المريرة في الذّاكرة الحيّة، ونقلها من جيل إلى جيل، فكان لهذا المناضل أنْ يترجّل بعد صراع مرير مع الكفاح والمرض، وهو نزيل المشفى، وأهله وأصدقاؤه يحيون الذّكرى السّبعين للتشريد وعلى ضفاف بِركة الرّحبة في مدخل سحماتا النّور والإشراق والشّفاء والصّحّة. بين يدينا كتاب: سحماتا زهرة من رياض الجليل الأعلى، دمّرها الغُزاة الصّهاينة عام 1948، حرّره نخبة من أبناء سحماتا،هم: أحمد حسين اليماني، برهان حسين سليمان، جمال محمد الحاج أسعد، خالد محمد عزّام، صادق ناجي عبد الله، عاصم محمد ابراهيم، عبد الرحمن احمد خليل، علي يوسف قدّورة، محمد كامل خشّان، ونهاد خليل عسقول، ضمّ الكتاب أحد عشر فصلًا، وبه شهادات وتقارير توثيقيّة عن التّهجير والتّدمير، وقصائد الحنين لمسقط الرّأس، من بينها ما سطّره المرحوم وجيه، حيث نظم ص152 بلدي سحماتا: محاصَرة منذ سنين، فيها حبّات التّراب، تراقب المشهد الحزين، ما بين الشّروق والغروب، وفي حلكة الليل، وعند بريق النّجوم، تنتظر سكّة المحراث، تتلألأ تتألّق وتسأل، أين الأهل أين الزّنود، أين الأكفّ والصّدر الحنون،حبّات يفوح منها شذا، الأجداد عبر القرون، وفي عروق منها تسري الدّماء، والقلب يعيد النّداء، يا حبيبات الثّرى، أكحّل منك الجفون.... ! وداعًا أخانا وجيه،حُبّ الوطن إيمان، حُبّ الإيمان أوطان! وبقيتَ مؤمنًا بذلك حتى النّخاع، عازفًا عن الزّواج، حاملًا هموم الوطن. أسطورة الجنوب المُنْحَرِف لفتَ انتباهنا مقال البروفسور: يوسي دهان، أسطورة الجنوب المنحرف/ الشّريف أردان جاء للبلدة، يديعوت أحررونوت 26 /4 /2018، والشّريف هنا بمعناها الّلاتيني( العُمْدة/ مأمور الأمن)، وليس العربي، كما نظنّ لأوّل وهلة، وقبل أن نخوض في ترجمة هذا المقال الهامّ، حريّ بنا أن نتوقّف في بعض محطّات هذا الكاتب: وُلِد في المغرب العربي عام 1954، قدم الى البلاد عام 1960،حصل على درجة الأستاذيّة في القضاء خارج البلاد، من مؤسّسي مركز(خرير"إيدفة" لدراسة المجتمع الإسرائيلي)،رئيس قسم حقوق الإنسان في المركز الأكّاديمي للقضاء والأعمال/ مدينة رمات غان، ومحاضر في الفلسفة في الجامعة المفتوحة. يقول دهان: هجوم، تحريض وعنصريّة تجاه الأقلّيّة العربيّة، هذه(بضاعة رائجة) عند سياسيّين يمينيّين في السنوات الأخيرة،يبدأ هذا من القِمّة، رئيس الحكومة نتنياهو، حيث صرّح يوم الانتخابات لتشجيع الإقبال عليها في حزبه ) العرب ينهمرون بأعداد كبيرة للصناديق)، وزير الأمن ليبرمان اقترح منذ سنوات على المواطنين العرب في بلدات وادي عارة بأن ينتقلوا للجانب الفلسطيني، التّحريض موجود كذلك بين كبار أعضاء الكنيست، منهم: يرون مزوز، نائب وزير الدّاخليّة،خاطب أعضاء الكنيست العرب: نحن نُسدي لكم معروفًا بوجودكم في الكنيست، عضو الكنيست: بتصلئيل سموطرتش إقترح الفصل بين النّساء الحوامل اليهوديّات والعربيّات في المشافي، طبقًا لقوانين عنصريّة في حكومات ظلاميّة، التّحريض والعنصريّة بهما نفاق لمؤيّديهم السّياسيّين، قسم منهم يزرع العداوة في شبكات التواصل الاجتماعي، وفي نهجهم يُبلورون الرّأي العام، طبقًا لتقرير(العداوة) في صندوق: بيرل كتصنلسون،حيث تُراقب العنصريّة في أوساط الرّأي العامّ في الشّبكات، في عام 2015 كان35% من الحديث العنصري عن العرب.الأفلام التي عُمِّمَتْ في الأسبوع الماضي، عرضت المُقنَّعين يسافرون نهارًا على شارع 40 في الجنوب، يُطلقون النّار عشوائيًّا، هذا المشهد كان فرصة للتشهير بكل المواطنين البدو في النّقب والتّحريض عليهم،البدو أعطوا فرصة هذا الأسبوع لوزير الأمن الدّاخلي أردان للانضمام الى موجة التّحريض العَكِرة، وللحصول على تغطية إعلاميّة، سارع الوزير للتصريح في حينه، دون أيّ أساس واقعي بأنّ يعقوب أبو القيعان الذي قُتل في أحداث أمّ الحيران مع الشّرطي إيرز ليفي، كان مشاركًا في أعمال تخريبيّة، الوزير هاجم بشدّة نتائج لجنة قسم التّحقيق مع الشّرطة(ماحَش)، حيث قرّرت بأن الحادث لم يكن تخريبيًّا أبدًا، وأضاف بأنّ التّحقيقات دارت طبقًا لاعتبارات سياسيّة، وحسب رأيه، إنّ عمليّة الدّهس كانت مقصودة، ولم يَرَ حاجة لعرض دلائل تُثبت تصريحه الدّرامي، بأنّ المعلّم البدوي المقتول هو إرهابي. وفي زيارته لبئر السّبع هذا الأسبوع، تبنّى الوزيرُ الوصفَ الرّائج في وسائل الإعلام:(الجنوب الأهوَج)،له استقلال ذاتي،خارج عن سيادة القانون السّائد لدى عصابات بدويّة هوجاء،أردان هو الشّريف الذي لا يخشى شيئًا،هو الذي يفرض النّظام في البلدة، ووصف المواطنين البدو في الجنوب قائلًا: ( يوجد هنا أكثر من رُبع مليون انسان، قسم كبير منهم لا ينضوون تحت مؤسّسات الدّولة ، وُلِدوا لعائلات مُتعدّدة الزّوجات، عشرات الأولاد ليس لديهم ما يفقدونه، الشّرطة لا تردعهم، لِأنّهم لا يخشَون السّجن). لا غرابة بأنّه طبقًا لهذا الوصف، فإنّ الحلّ المركزي الذي يقترحه أردان، هو تجنيد كلّ شرطة حرس الحدود في الجنوب، لتشديد تطبيق القانون في بلدات البدو الجنوبيّة.إلاّ أنّ الوضع الخيالي الذي يُخطّط له أردان وغيره، لا رابط له مع الحياة الحقيقيّة الدّائرة في النّقب، وإثباتًا لذلك، يمكننا الاستناد إلى أقوال: يَئير معيان، مدير عامّ سُلطة تطوير وتوطين البدو في النّقب،حيث قال في ردّه على الحملة الدّعائيّة التّخريبيّة والاستغلاليّة لجمعيّة اليمين (رِجابيم)،(كَدَر/مَدَر، ن ن)ضدّ البدو، فقال:(المواطنون البدو هم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ويجب التّعامل معهم هكذا، والمجتمع البدوي بأغلبيّته السّاحقة يحترم القانون، ومحاولة إقحام القضايا المدنيّة لتلطيخ سُمعة قطاعات في المجتمع الإسرائيلي لن تنجح.)، وكذلك نأخذ أقوال: سيجال موران، رئيسة مجلس أبناء شمعون التي تسكن المنطقة، وتعرف واقعًا آخر- واقع تعاون بين السّلطات المحلّيّة اليهوديّة والعربيّة، وترى الجنوح في المجتمع البدوي نتيجة للتمييز والإهمال على مدار السّنين. إنّ صورة واقع التّمييز المتواصل تجاه البدو في الجنوب، تظهر في تقرير لجنة: جولدبرج، برئاسة قاضي المحكمة العليا: إليعيزر جولدبرج، وكذلك من تقرير مراقب الدّولة قبل سنتَين، إلاّ أنّ اتّخاذ موقف رسمي مسؤول ومتساوٍ تجاه الأقلّيّات، لن يُعزّز من مكانة الوزير أردان بين مؤيّديه، وكذلك لن يساعده في الانتخابات الأوّليّة(برايمريز) القادمة في حزبه.(نهاية التّرجمة) * إذا ربطنا بين شطرَي هذا المقال: معاناة النّكبة والتّهجير لدى المرحوم وجيه سمعان وبقيّة المُقْتَلَعين في وطنهم، مع معاناة الإخوة البدو سكّان الجنوب من تهجير واقتلاع وتنكيل وتحريض بلا هوادة، تبدو نفس السّياسة الموروثة والمتواصلة لكافّة حكومات اسرائيل المتعاقبة،كلّ (الأغيار) سواء في الإجحاف بحقّهم وقوننة تمييزهم في تشريعات لأغلبيّة برلمانيّة، حاضرة على أهبة الاستعداد: سِنْكِة طَقّ! المُعتدي يُصبح مظلومًا والمُعتَدى عليه يُصبح ظالمًا ومخالفا لقوانين التّفرقة العنصريّة، ومع احترامنا وتقديرنا لصرخة بروفسور يوسي دهان، وبقيّة الأصوات النّقيّة المدوّية في المجتمع العبري: أوري أفنيري، جدعون ليفي، أميرة هس، دافيد جروسمان، إيلانة همرمان( امرأة وحيدة، دان بابلي(حرب الأيّام السّتّة،حرب بيروت 1983 )، وغيرهم! يبقى السّؤال المطروح: شو بْتِعْمَل الماشطات في تَسليك وتمشيط الرّؤوس العِفْشة لحكومة اسرائيل وأغلبيّة ظلاميّة عنصريّة في كْنيستها، مع لاعبي تَعزيز أقِلّة من وسط الأغيار( جوييم)!، ورغم كلّ هذا، سنبقى هنا،أصواتنا مُجلجلة صارخة في البرّيّة، حتى تُسمِع كلماتنا مَن به صَمَم مُفْتَعَل، وعلى الباغي تدور الدّوائر. عن موقع الجبهة 3/5/2018 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |