"تمرد"... كرة الثلج التي أسقطت "أستاذية العالم" - عمر سعيد



وصفها الكثير في أول ظهورها قبل شهرين بالحجر الصغير الذي حرّك المياه الراكدة، لكن «تمرد»، التي ترفض أن تنفرد بقيادة ما حدث في مصر، رآها الجميع في ما بعد كرة ثلج التفّ حولها الشعب لإسقاط حكم جماعة «الإخوان المسلمين» في 72 ساعة.

بدأت حركة «تمرد» في النشاط منذ أقل من ثلاثة أشهر فقط كحركة تسعى لجمع توقيعات من «الجمعيّة العموميّة» للشعب المصري، على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإنهاء حكم «مندوب الإخوان في الرئاسة محمد مرسي»، كما أطلق عليه مؤسس الحملة محمود بدر.

يوم 12 أيار، أي بعد مرور أسبوعين فقط على انطلاق الحملة من ميدان التحرير، أعلنت «تمرد» أنها جمعت مليونين و29 ألف استمارة، وأعلنت عن تدشين موقعها الإخباري من شباب صحافيين. وهنا التفت الجميع إليها، بعدما اتهمها «الخبراء» بـ«المراهقة السياسية»، قائلين إن إسقاط الإخوان لن يتحقق بجمع التوقيعات. كما أن إعلام النظام المخلوع سارع إلى اتهامها بالتعاون مع «فلول مبارك» لتنفيذ انقلاب على الشرعية.

لكن الحملة وضعت محددات عملها السياسي باكراً، فقررت أن معركتها مع نظام «الإخوان» هي امتداد للمعركة السياسية مع نظام مبارك الذي انتهج محمد مرسي سياساته نفسها. وأعلنت أن جمع التوقيعات ليس عملاً منعزلاً عن الإضراب والاعتصام، وأنه من دون التظاهر المستمرّ ضد حكم الإخوان المسلمين فإن أياً من مطالب الشعب المصري لن ينفذ.

كذلك، شدّدت «تمرد» على أنها مجرد تعبير عن الرأي العام الرافض لحكم «الإخوان» وليس هي من تصنع هذا الرأي. هكذا أكد مؤسس الحركة والمتحدث باسمها محمود بدر في حوار سابق مع «السفير». وقال «دعنا نكن أكثر واقعية. لم تكن تمرد صانعة لرأي عام ضد الإخوان، بل كانت كاشفة لهذا الرأي العام، فمندوب الإخوان في الرئاسة فشل فشلاً ذريعاً في التأسيس لمصالحة وطنية حقيقية، وفشل في تحقيق أي هدف من أهداف الثورة ومبادئها. ومن هنا كان اكتشاف الناس السريع لمن يكذبون عليهم باسم الدين، فبعدما كانوا يتشدقون بالحديث عن تحريم القروض المالية، وجدنا الإخوان يهرولون إلى صندوق النقد الدولي برغم شروطه التي تأتي دائماً على حساب الفقراء والمسحوقين، وبعدما كان شعارهم القديم (عَ القدس رايحين) فوجئنا بأن مرسي (صديق بيريز الوفي)».

اعتمدت «تمرد»، بحسب منسقيها، على النشاط السياسي للمواطنين في الشارع للتوصل للعدد الهائل من التوقيعات الذي جمعته (فاق 22 مليون توقيع).

وفي هذا الإطار، قال بدر « كان خيارنا في الأساس أن تكون «تمرد» حركة شعبية تنطلق من وسط الشوارع والحواري، وتخاطب أصحاب المصلحة الحقيقيين في هذه الثورة (..) بفضل ما يزيد عن عشرة آلاف متطوّع، بالإضافة إلى مواطنين غير ناشطين كانوا يجمعون الاستمارات في كل مكان ويسلّمونها إلى مقر الحملة المركزية في القاهرة».

بالطبع لم تكن حركة تمرد هي العامل الوحيد في إسقاط الرئيس المخلوع الثاني محمد مرسي، لكنها شكلّت أملاً للمصريين الذين وقفوا على هاوية الانهيار الاقتصادي، ودفعوا سوياً القوات المسلحة لإعلان خريطة طريق تختلف عن تلك التي كانت تخططها «أستاذية مكتب الإرشاد».

سقط مرسي والجميع يثبت عينه على ردود أفعال قواعد «الإخوان المسلمين» و«الجماعة الإسلامية»، وعلى «تمرّد» التي أصبحت مكوناً رئيساً في المعادلة السياسية المصرية.


عن السفير
4/07/2013







® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com