يافا عطر فلسطين الباقي: تاريخ عريق حاشد بالذاكرة والأوابد - وديع عواودة

يافا ـ «القدس العربي»:رغم مرور نحو سبعة عقود على احتلالها، ما زالت يافا شاهدة على النكبة الفلسطينية وهي أفضل راوية لها. بعدما كانت ثانية مدن البلاد وعروس بحرها وتراكمت فيها الحضارات منذ آلاف السنين، باتت مدينة مهملة محاصرة على أطراف تل أبيب المدينة الإسرائيلية ابنة المئة عام. كيفما تجول الزائر يصطدم بتناقض الأصيل مع الطارئ، تناقض الأمس واليوم في مدينة توقف الزمن فيها عام 1948. بيد أن برج الساعة الحجري الجميل من العهد العثماني يعيق استكمال تزوير هويتها. كذلك يتجلى التناقض أو الصراع بين الهويتين في العمارة وتسميات الحواري والشوارع والمساجد والكنائس وبقية المعالم العثمانية وهي كثيرة جدا. بدأ الصراع فورا بعدما استفردت بها العصابات الصهيونية وأمطرتها بالنار حتى تم تهجير سكانها المقدر عددهم بنحو مئة ألف ولم يبق منهم سوى ثلاثة آلاف باتوا اليوم نحو ثلاثين ألفا. بفضل خطأ ارتكبه الغزاة نما الغصن اليتيم وكبر وحمى الشجرة اليافاوية من القطع والإندثار، من الموت.

بين أفياء هذه الشجرة المتجددة تجولنا هذا الأسبوع برفقة العم سامي سلمان (أبو عماد) وهو من مدينة الناصرة ووفد ليافا قبل نحو خمسين عاما ويرفض مغادرتها بعدما وقع في حبها وباتت تسكنه كما يسكنها. أبو عماد المقيم في شارع الملك فيصل والذي استبدلت تسميته باسم عبري «يهودا هيميت» يشير إلى أن المدينة ما زالت كريمة بفضل حضارتها العريقة وبحرها الساحر. يزور مينائها الظريف كل صباح ويعود بالشوق إلى يافا ويسأل الصيادين العائدين من رحلتهم الليلية هل كان الصيد وفيرا؟

من الميناء انطلقنا في جولة بين حواري يافا وعماراتها التاريخية شواهد على عظمة مدينة قبل أن تضربها عاصفة هوجاء بعض أجيالها الصاعدة تجهل تاريخها بفعل سياسات إسرائيلية لانتشال الروح من أجساد أصحاب المكان. من الميناء عدنا أدراجنا من الساحل متسلقين تل يافا المزدان بمنارة البحر التاريخية فكانت استراحتنا الأولى بجوار دير الأرمن حيث استراح نابليون بونابرت حينما قدم من مصر لاحتلال عكا وتعرض جنوده للطاعون.

الشعور بالغربة

قبالة حديقة غزة توقفنا مجددا للتأمل بواحدة من هذه العمارات الجميلة الناجية من زلزال 1948. تحت خيوط الشمس الدافئة كان إميل مدبك(65) يستريح على مقعد خشبي وما أن فتحنا الحديث معه حتى بدأ يروي من جرحه النازف. «تقلقني عمليات هدم المنازل العتيقة التي تدلل على الهوية الفلسطينية ليافا، لكن هدم هوية أبنائها ومحاولات أسرلتهم توجعني أكثر، فالكثير من هؤلاء مشغولون بالرياضة والترفيه فحسب». يقول ويستذكر جده سليم مدبك المختار السابق لطائفة الروم الأورثوذوكس الذي كان في آخر أيامه يمد يديه نحو السماء ويتمنى الرحمة معبرا عن مشاعر الاغتراب الكبير داخله بعد سقوط يافا وحشر من تبقى فيها في حي العجمي وإحاطتهم بسياح حتى 1952. كما يستذكر مدبك أحد سكان الحي أبو سليم المشهراوي، الذي ظل حتى رحيله يحاول إطفاء حنينه لمدينته قبل احتلالها بالبحث عن أغطية معدنية لخطوط الصرف الصحي والتي نقش عليها «بلدية يافا» الفلسطينية.

وفي سيرة الشعور بالاغتراب وانت في بلدك فقد وجدناها أيضا داخل صيدلية الكمال في شارع الحلوة. الصيدلية تتعدى كونها متجرا للأدوية، فهي تحكي حكاية أجيال من ثلاث فترات تاريخية وتمتد جذورها إلى 81 عاما يوم كانت يافا عروسا فلسطينية بلا منازع. داخل الصيدلية التقينا يوسف فخري يوسف جداي الذي يكمل مشوار والده وجده وهم يرمزون لثلاث فترات تاريخية للمدينة. على الحائط تظهر شهادة الصيدلة للوالد الراحل فخري جدي الذي حاز عليها من الجامعة الأمريكية في بيروت وإلى جانبها رخصة الصيدلية من بلدية يافا من العام 1925 بعد أن قرر مواصلة مشوار والده كامل جداي الذي أسس الصيدلية بعد إنهائه دراسته العالية في إسطنبول أيام «الباب العالي».

أما الابن يوسف (29 عاما) فهو الآخر سار على درب الأب والجد فهو يعمل إلى جانب والده بعد أن أنهى دراسته الأكاديمية في الصيدلة في جامعة ليفربول البريطانية. يقول يوسف إن والده داوم على العمل في الصيدلية منذ 60 عاما دون انقطاع، لافتا إلى أن مطالعته المستمرة في الأبحاث العملية في هذا الشأن سهلت عليه كثيرا التعامل مع الأدوية الحديثة وفهمها.

في محتوياتها تعتبر «الكمال» صيدلية عصرية ويجد المرء فيها تشكيلة واسعة من الأدوية لكنها في مظهرها تبدو متحفا، فهي تقوم في عمارة شيدت في نهاية الحكم العثماني وخزائنها ومقاعدها وموائدها وأرضيتها الرخامية صنعت في فترة الانتداب.

أجمل أيام العمر

وعن ذلك يقول الصيدلي يوسف فخري إن والده ورث الصيدلية من والده عام 1946 وحرص على إبقائها بشكلها وطابعها واسمها القديم وفاء لوالده ولأنها كذلك تخفف عليه الشعور بالغربة في يافا بعد النكبة. وأضاف»كان والدي يقول بلهجة يافاوية – بيروتية مألوفة: عشت أجمل سني عمري في يافا الفلسطينية بطولها وعرضها حينما كانت عروس البحر المتوسط بازدهارها ورقيها وثقافتها ولذا يلازمني شعور حزين وأنا أراها بلا روح، جثة هامدة. وداخل الصيدلية أشعر وكأن عجلات الزمن لم تتوقف عام 1948. وكان الراحل فخري جدي أحد مؤسسي حركة «الأرض» التي حظرتها إسرائيل في الستينيات وكان يعتز بكون والده واحدا من رموز الحركة الوطنية في يافا وكيف أنه رفض بيع أرض بجنوب يافا تخصه ليهود قبل أن تصادرها السلطات الإسرائيلية بعد النكبة».

تهجير صامت

ولا تقتصر الأزمة على شعور الكبار بالاغتراب في مدينتهم، فمنذ سنوات يحاول سكانها مواجهة إمعان السلطات الإسرائيلية في تضييق الخناق عليهم نحو تهجيرهم الصامت والتدريجي، ضمن حملة مقاومة شعبية بعنوان «يافا ليست للبيع». جاء ذلك بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية في 2009 بيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين التابعة رسميا لما يعرف بـ «دائرة أراضي إسرائيل» في إطار مشروع قانون لخصخصة الأملاك العامة.

وتتفاقم أزمة السكن في يافا، التي يقطنها اليوم 25 ألف مواطن عربي مقابل 30 ألف يهودي، في ظل ازدياد عمليات إخلاء عائلات عربية من منازل سكنتها عقب النكبة بموجب اتفاقية استئجار مع سلطات إسرائيلية وضعت يدها على أملاك اللاجئين.

ويوضح الناشط الأهلي سامي أبو شحادة أن السلطات الإسرائيلية تتجاهل احتياجات المجتمع العربي في يافا وتضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات لبناء وحدات سكنية لهم. ويتابع «هذا يعني طرد العرب من يافا مجددا وبتهجير صامت فهم في غالبيتهم الساحقة فقراء وعاجزين عن التعامل مع السوق الحرة».

وردا على سؤال يقول أبو شحادة إنه توجه لإدارة بلدية يافا ـ تل أبيب لوقف تهجير العائلات العربية بذرائع قانونية واهية لكن دون جدوى وهذا ما يشير له محمد مشهراوي الذي يضطر للسكن وأولاده الثلاثة داخل غرفة في بيت والديه منذ تسع سنوات. ويؤكد مشهراوي أن محنته وفقدانه خصوصيته هو والمئات من المواطنين العرب لن تتوقف باستجداء السلطات الإسرائيلية بل بمواجهتها والاحتجاج المتواصل على ظلمها وتميزها العنصري.

عروس البحر

ويافا أبرز مدن فلسطين تأتي في المرتبة الثانية بعد القدس من ناحية مكانتها وقد توجت بلقب «عروس البحر» لجمال موقعها على شاطئ البحر المتوسط ولازدهار الحياة الاقتصادية والثقافية فيها. أعتمد اقتصاد المدينة على عدة مرافق منها زراعة الحمضيات وصيد الاسماك والتجارة والمواصلات لا سيما وان مينائها شكل البوابة البحرية الأهم في البلاد. ومن ضمن معالم الازدهار الثقافي في يافا كثرة المدارس والنوادي الاجتماعية والمنتديات الأدبية والثقافية ودور السينما منها «الحمراء» و»ابوللو» و»الملك فاروق». كما صدرت فيها أهم صحف فلسطين ومنها «فلسطين» و»الدفاع». وينتمي الكثيرون من أعلام الثقافة والسياسة الفلسطينيتين إلى يافا أمثال الاساتذة والقادة الراحلين ابراهيم ابو لغد، صلاح خلف (ابو اياد) هشام شرابي الذي وثق مدينته بكتاب وألبوم بعنوان «يافا عطر مدينة».

وفي يافا القديمة التي يحظر على العرب السكن بها بحجة تكريسها لإقامة الفنانين، تنتشر منازل حجرية ضخمة ومتلاصقة تبرز في مقدمتها عمارة بطابقين كانت تعرف بمقهى «المدفع» وفيها أحيت ام كلثوم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب الحفلات الساهرة.

وبعد التهجير وتحويل الأحياء من أصحاب الدار إلى لاجئين يعانون الفاقة فإن الاضطهاد لحق حتى الأموات إذ تتعرض مقابرها إلى الانتهاكات وسرقة أراضيها كما حصل في مقبرة عبد النبي التي قضمت معظم أراضيها في الستينات لإقامة فندق هيلتون على ترابها.

ملاحقة الأموات

لو تعرضت مقدسات اليهود في العالم لربع ما تتعرض له المقدسات الفلسطينية هنا لقامت الدنيا ولم تقعد. مسؤول ملف المقدسات في جمعية الأقصى الشيخ كامل ريان يستذكر مصير مقبرة عبد النبي في يافا بعدما شيد عليها فندق «هيلتون» قبل عقود والذي تعتبره وزارة السياحة الإسرائيلية درة تاج فنادقها. ويقول «لا يدرك نزلاء هذا الفندق المبهورون بفخامته وبطلّته الرائعة على بحر يافا أنهم يقفون على رفات وجماجم المسلمين».

كذلك مقبرة الجماسين في يافا لم تنج من الموت فقد تم تمرير شارع على حسابها ومد أنبوب للمياه العادمة داخلها في الثمانينات. ولم يكن مصير مقبرة طاسو أفضل حالاً، فقد صادرت السلطات الإسرائيلية في 2008 ثلثي مساحتها وباعتها لشركات تطوير تقوم اليوم ببناء مبان سكنية وتجارية عليها كما حوّلت مقبرة سلمة، إلى شقق سكنية. أما مقبرة قرية الشيخ مؤنس التي تقوم عليها جامعة تل أبيب فقد اندثرت نتيجة عمليات تجريف وعليها أقيم موقف للسيارات تابع لكلية «الحقوق». وهذه هي معركة بقية مدن الساحل اليوم حيفا، عكا، اللد والرملة حيث تتعاطى إسرائيل مع الأوقاف الإسلامية بحسب قانون «أموال الغائبين» وعلى هذا الأساس صادرت غالبيتها.

مسجد حسن بيك

ويستذكر ريان محاولات متكررة لتحويل مسجد حسن بيك العثماني بين يافا وتل أبيب لمتجر كبير ويقول إنه نجا بفضل تدخل مؤرخ إسرائيلي هو سفير إسرائيل سابقا في تركيا د. تسفي بيلغ، الذي يدرك القيمة التاريخية للمسجد اعتصم أمامه عدة أيام ثم بادر لاستدعاء رئيس بلدية تل أبيب ـ يافا وقتها شلومو لاهط لزيارة المسجد وإطلاعه على أهميته. ولما خرج منه وجد أن حذاءه قد سرق فأصيب هو ومرافقوه بالحرج وعندها سارع أحدهم لشراء حذاء جديد لرئيس البلدية فانتعله وغادر.

بعد ساعة رن هاتف لاهط في مكتبه وعلى الخط الثاني سمع من يقول: «إذا أوجعتك سرقة حذائك فلك أن تتخيل وجع العرب الناجم عن سرقة مسجدهم بعد احتلال مدينتهم». وكان هذا صوت نجل تسفي بيلغ الذي هاتف الرئيس بناء على اتفاق مع مسبق مع والده على سرقة حذائه لإيصال رسالة مباشرة له وفعلا نجا المسجد من تزوير هويته وما زال مفتوحا للصلاة ولكن لأي مدى سينجو أهالي يافا الشباب من عمليات تهويد المكان واحتلال الوعي؟

مقهى بسمة

هذا السؤال يؤرق علياء أبو شموس وهي مثقفة فلسطينية تعمل منذ عقود في التربية وكتابة قصص الأطفال، يقلقها منذ سنوات طمس الرواية والهوية الفلسطينية لمدينتها يافا لكنها لم تكتف بالندب، فبادرت لتعريف العالم بمدينتها من خلال فنجان القهوة. في واحد من أزقة حي العجمي التاريخي في يافا افتتحت علياء أبو شميس(58) مقهى «بسمة» وهي مسماة على اسم طفلة من بطلات إحدى قصصها. وتزيّن جدران المقهى قصاصات ورق وصحف تحمل أغان وقصائد عربية خاصة بالقهوة من «صبوا القهوة» إلى «أنا أهوى» وكل ما كتبه محمود درويش من نثر وشعر عنها. وقبيل افتتاح المقهى تعلمت علياء فنون تحميص البن وإعداده في البلاد والعالم حتى كسبت خبرة واسعة وباتت تعد القهوة وفق «خلطة سرية». وتشير لأذواق مختلفة للقهوة وتوضح أن هناك من يفضل تناولها بعد طحن حبوبها الشقراء أو السمراء وهناك من يجمع الصنفين معا.

وهي تتماثل بالكامل مع قول محمود درويش بأن»لا قهوة تشبه قهوة أخرى…. وليست مطلقا لكل شخص قهوته‏ الخاصة إلى حد أقيس معه درجة ذوق الشخص وأناقته النفسية بمذاق قهوته».

بادرت علياء لافتتاح مقهى «بسمة» في يافا على شكل متحف فيه الكثير من الموجودات التاريخية والأثرية كأواني القهوة، وأباريق الماء الفخارية. كذلك تزدان جنبات المقهى بأدوات الإنارة، والتدفئة والأزياء النسائية التراثية والأثاث الخشبي المصنوع على الطريقة الشامية.

ويوضح سامي سلمان أبو عماد أحد رواد المقهى أن تناول قهوة بسمة كل صباح يزداد متعة خلال سماعها شروحاتها تاريخية تبدأ بفنجان قهوة وتنتهي بالصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بأسلوب عميق ورشيق.

ويقول، إن علياء تتحدث عن المذياع التراثي أو طواحين القهوة والحبوب القديمة أو زاوية الكتب والصور والرسومات وسرعان ما تقدم محاضرة للضيوف عن يافا الفلسطينية بلغة سردية مبسطة وجذابة.

إحياء التسميات

وفعلا هذا ما تم خلال تناولنا فنجان القهوة لدى علياء، فمن خلال صور يافا ثاني مدن البلاد بعد القدس تستذكر أسماء الشوارع العربية التي تمت عبرنتها فصار مثلا شارع الحلوة «ييفت» والملك فيصل «يهودا هيميت» بعد 48. وعلى مسامع سائحين من بريطانيا تتنقل في شروحاتها بين صور منازل ومدارس مثقفين بارزين ولدوا في يافا أو تعلموا فيها أمثال هشام شرابي، وإبراهيم أبو لغد، وجورج حبش وصلاح خلف. وسط ابتسامة شبه دائمة تروي علياء لمجموعة نساء من حيفا أن يافا شكلّت عاصمة الثقافة، والعلم والمعرفة في المنطقة حتى لقبت بـ»عروس البحر».

وتقول وهي توجه رسالة مبطنة لضيفاتها إن المدينة شهدت أول ناد نسائي عام 2010. كما توقفت عند النوادي الثقافية والرياضية في المدينة التي كانت تعرف بـ»أم الغريب» لكثرة الوافدين لها بحثا عن الأرزاق.

وتتابع «هنا أقيمت أجمل دور السينما في البلاد كسينما الحمرا وأبولو وغيرها وهنا صدرت أهم الصحف منها فلسطين».

هنا القدس

وتقف علياء عند جهاز إذاعة فرنسي الصنع عمره نحو ثمانية عقود وتسرد تاريخ الإذاعات في فلسطين ومنها تستعيد تاريخ بلادها ومدينتها.

وتقول إن الاستعمار البريطاني أنشأ إذاعة «هنا القدس» عقب اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 وقام بتوزيع أجهزة راديو على المخاتير في الأرياف لبث دعايتها المضادة.

ويقول مايك كوك وهو سائح بريطاني إنه استمتع بمذاق القهوة العربية المعدة بأوان نحاسية صغيرة. ويؤكد بانفعال أنه عرف للمرة الأولى وبفضل علياء أن تل أبيب عمرها نحو مئة عام فحسب وأنها كانت حيا على أطراف مدينة يافا العريقة ويعلن أسفه عن دور بلاده في تهويد المكان. وتقدم علياء فنجان قهوة إضافيا لكوك على «حساب البيت» وتقول بين المزح والجد «لولا وعودكم التاريخية كانت يافا تعد أن تضاهي الإسكندرية وبيروت في كل شيء».

5/3/2016







® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com