![]() |
|
دبِّرهَا يا مِستِر "دِل" - بقلم: جوني منصور
واجه الفلسطينيون التحولات التاريخية التي ألمت بهم بكل ما لديهم من إمكانات وقدرات، خاصة في الظروف المصيرية كالثورة الفلسطينية في الثلاثينات والانتفاضات القريبة والبعيدة زمنيًا.
include ('facebookshare.php'); ?>
ومن بين المساهمات الهامة في مواجهة التحديات والتحولات كان الشعر الشعبي. وظهر على مسرح الشعر الشعبي عشرات الشعراء الذين ساهموا بواسطة هذا الفن في توفير صورة واضحة المعالم عمّا كان يجري في مجتمعهم، وما يأمل به الفلسطينيون لتحقيق استقلالهم وتثبيت وجودهم والتصدي لأعدائهم. ومن ابرز هؤلاء الشعراء كان نوح ابراهيم. فنوح لم يكن مجرد شاعر شعبي بل ثوري كبير تتلمذ على يد عز الدين القسّام، ورافقه ثم تابع مسيرة الثورة بطريقته الخاصة مازجا بين الشعر وبين الكفاح من أجل العِزّة والكرامة. وأدرك نوح ابراهيم حجم المأساة الفلسطينية القادمة، وبِحِسّه الوطني فَهِمَ أنه إذا بقي عدم الاكتراث مُسيطرًا على نفوس الناس فستضيع فلسطين، لهذا نراهُ قد شَمّرَ عن سواعده وعن قلمه وكلماته من أجل خدمة قضية عادلة آمن بصدقها بكل جوارحه. شاعرنا نوح ابراهيم هو موضوع هذا المقال.
تصادف السنة القادمة ذكرى استشهاد نوح ابراهيم السبعين، وأيضا مرور ستين عاما على النكبة، لذا يتوجب على أهالي حيفا وطمرة وغيرها من القرى والبلدات العربية في الجليل خاصة وفلسطين عامة ومن هم في اللجوء والشتات، إحياء ذكرى هذا الشاعر بنشر دواوين شعره، والبحث عن اسطوانات أغانيه الأصلية وإعادة طبعها وفق التقنيات الحديثة، وتنظيم مهرجان خاص للشعر الشعبي الخاص بتاريخ فلسطين، تبرز من خلاله قصائد شاعرنا نوح ابراهيم. الشاعر الشعبي نوح ابراهيم مثال صادق للوفاء والانتماء، بل إنه مدرسة ميدانية لحب الأرض والوطن والإنسان، والتمسك بالأخلاق الحميدة التي نحتاج غليها في عصرنا الحاضر لنقوي وجودنا ونُعمّق ارتباطنا بهذه الأرض. * د. جوني منصور ـ مؤرخ فلسطيني مقيم في حيفا. 30/11/2007 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |