![]() |
|
مقبرة القسام في حيفا تواجه الموت في الذكرى الـ 79 لاستشهاده - وديع عواودة
![]()
الناصرة ـ «القدس العربي»: في الذكرى التاسعة والسبعين لاستشهاد الشيخ المجاهد عز الدين القسّام المصادفة اليوم، تستعد السلطات الإسرائيلية لتجريف أجزاء من المقبرة التي يدفن بها وتحمل اسمه في حيفا. وبتفويض من بلدية حيفا تستعد شركة إسرائيلية لتنفيذ أعمال تطوير تشمل شق شوارع ومد شبكة للمياه العادمة على حساب مقبرة القسام.
include ('facebookshare.php'); ?>
وتؤكد مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن مقبرة القسام معلم إسلامي له قدسيته الأبدية وحرمتها مصونة، وهي وقف إسلامي خالص، لا يجوز بيعه أو استعماله لأي هدف آخر غير أن تكون مقبرة للمسلمين. وشدد الناطق بلسانها محمود أبو عطا لـ «القدس العربي» أن المؤسسة لا تعترف بأي صفقة بيع للمقبرة أو أجزاء منها، كونها مقبرة ووقف إسلامي خالص، وأنها ستواصل الدفاع عن المقبرة وقدسيتها ووقفيتها . وأكد أنها ترفض كل أساليب التخويف والترهيب التي تمارسها بعض أذرع المؤسسة الإسرائيلية تجاهها وتجاه كل من يحاول الدفاع عن المقبرة، تحت غطاء الملاحقة القانونية لكل طرف يحاول حماية المقبرة والزعم بأنها تابعة لـ « دائرة أراضي إسرائيل». ونبّه إلى أن هناك مساعي إسرائيلية لمواصلة استهداف مقبرة القسام، أو أجزاء منها عن طريق الإعلان والتداول الإعلامي عن شركات إسرائيلية نيتها إقامة مخازن تجارية على جزء من المقبرة، أو نية جهات إسرائيلية بيع جزء من المقبرة تدعي ملكيتها لها منذ سنين. انتهاكات متكررة ورغم مرور نحو ثمانية عقود ما زال القسّام المدفون داخل مقبرة بلد الشيخ في حيفا رمزا ملهما للمقاومة الفلسطينية وباسمه سمي الذراع العسكرية لحركة حماس كما تم تسمية مدارس ومساجد ومؤسسات باسمه في فلسطين. ومنذ احتلال حيفا عام 1948 يحرم المسلمون في حيفا من دفن موتاهم في مقبرة بلد الشيخ (مقبرة القسام) وحتى الأموات فيها لا يسلمون من الحرمان والاعتداءات، اذ تعرضت أضرحتها وبالذات ضريح القسام والنقابي الفلسطيني سامي طه للانتهاكات الدائمة. وقبل سنوات تم تدنيس ضريح القسام بشتائم وبرسمة نجمة داوود الحمراء وقبلها وضع رأس خنزير بجانبه. ويوضح المحامي علي رافع من حيفا أن مقبرة القسام تتعرض للقضم والانتهاكات و» الموت بالتقسيط « نتيجة شق الشوارع ومشاريع البنى التحتية كما هو الحال مع مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة. سوري الأصل ويدعو رافع الفعاليات السياسية والأهلية داخل الخط الأخضر لحماية هذا المعلم التاريخي الفلسطيني المهم في حيفا والمشحون برمزية وطنية كبيرة. يشار إلى أن عز الدين القسام سوري الأصل كان ولد في بلدة جبلة – قضاء اللاذقية في سوريا عام 1883. وفور عودته من الأزهر قاوم الانتداب الفرنسي الذي حكم عليه بالإعدام ففر إلى حيفا وعينه مفتي القدس الحاج أمين الحسيني أماما لمسجدها الكبير،»الاستقلال» عام 1928. ودعا القسام للجهاد ضد الانتداب البريطاني في فلسطين وشارك رفاقه به واستشهد في 19 تشرين الثاي/ نوفمبر 1935 قريبا من يعبد قضاء جنين برصاص الإنكليز وكان استشهاده، برأي المؤرخين، عاملا مثوّرا ساهم باندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) التي حملت اسمه من بعده. وفي عام 1948 أغلقت الدائرة في المرة الأولى حيث اضطر والد أحمد محمد عز الدين القسام وأشقاؤه لمغادرة حيفا والعودة لجبلة جراء النكبة. وفي عام 1966 ولد الحفيد أحمد ووفي الخامسة والعشرين من عمره قرر السير على درب جده فالتحق بالمقاومة الفلسطينية منتميا لحركة «فتح» وقاتل ضمن صفوفها وهو في صباه على مداخل بيروت عقب اجتياح 1982. وفي 1994 عاد أحمد لقطاع غزة بعد توقيع اتفاقية أوسلو فاستقر في غزة ثم انتقل لجنين أقرب نقطة لموقع استشهاد جده ودعا نجله البكرعز الدين. ويدعو عبر «القدس العربي» فلسطينيي الداخل لحماية ضريح جده من التجريف والطمس. وفي 2004 اعتقله الاحتلال وسجن لستة شهور بتهمة التخابر مع عميل أجنبي وحاز في أسره على احترام وتقدير كبيرين من قبل الأسرى خاصة أتباع حماس ممن «كانوا يدعونني دائما للتحدث لهم عن جدي وبعضهم فوجئ بأنه سوري الأصل». الحفيد في فلسطين وردا على سؤال حول انضمامه للعمل الوطني بالالتحاق بحركة «فتح» لا «حماس» وكتائب «عز الدين القسام» مكملة طريق جدك؟، قال أولا حينما انضممت للمقاومة الفلسطينية لم تكن حماس قد ولدت والهدف النضالي يبقى بنهاية المطاف واحدا. لو نهض جدي من ضريحه وقابلني لما غضب مني، فهدفه كان تحرير الأرض العربية من الغرباء وهو رمز للكفاح ليس لدى الفلسطينيين فحسب. آثرت «فتح» بدافع أيديولوجي لكننا جميعا ناضلنا وما زلنا من أجل غاية واحدة». وعما إذا كانت الهويات والانتماءات تختلط لديه يقول أحمد «أنا عربي مكمل طريق جدي بإنشاء دولة عربية واحدة وفلسطين هي الجزء الجنوبي لسوريا ومع ذلك أشعر بداخلي أنني فلسطيني ولا تنسى أن والدي ولدا في حيفا.» ومن معارف وأتباع القسام الشيخ سالم صقر إمام مسجد أبو بكر في قرية كفركنا الذي روى بعض علاقته بالقسام قبل رحيله «وصلت حيفا في تشرين ثاني 1935 وفي الطريق قرأت صحيفة فلسطين وكان عنوانها الرئيس بالأحمر»استشهاد المجاهد الكبير عز الدين القسام» وعندما وصلت المدينة انطلقت ثلاث جنازات باتجاه بلد الشيخ وهي للشيخ القسام وأبو عبد الله الزيباوي من الزيب وشخص مناضل من أصل مصري. وكان المشيعون يهتفون ضد الانتداب البريطاني رغم الحضور المكثف لشرطته «. ومما هتفوا به : عز الدين يا مرحوم….موتك درس للعموم آه لو كنت بدوم …. يا رئيس المجاهدين عز الدين يا خسارتك… متت فدا امتك مين بنكر شهامتك…..يا رئيس المجاهدين مسجد الاستقلال ويوضح أنه دخل غداة استشهاد القسام في مسجد الاستقلال حيث كان يعطي فيه القسام الدروس الدينية والسياسية. ويتابع مستعينا بذاكرته القوية وكأنه يغرف من بحر «عند قيام المؤذن طاهر الدريني برفع صلاة الظهر قام المصلون بأداء صلاة الجمعة وحضر رجل من المحكمة الشرعية اسمه الشيخ محمد ولما صعد المنبر وقال: أشهد أن محمد رسول الله.. عمد إلى البكاء فبكى المصلون وأنا منهم لأن القسام كان عزيزا علينا. وقدم الشيخ محمد خطبة الجمعة وأنهاها بالقول: ولله جنود السموات والأرض. واستذكر الشيخ صقر أنه خلال زياراته لحيفا كان دائما يدخل مسجد الاستقلال لسماع دروس وخطب الشيخ القسام الذي أحبه واحترمه وصلى خلفه في شهر رمضان واحد 27 مرة صلاة التراويح. وتابع «كان المرحوم يعتمر عمامة كما سائر علماء الازهر وكان رقم واحد في الخطابة ومؤثرا جدا بالناس.. فخطبه سياسية بمعظمها وكان النور يخرج من وجهه ويتمتع بملكة الكلام وألفاظه فصيحة ولهجته سورية، أما أغلب المصلين في الاستقلال فكانوا من أهل القرى». وفي درسه الأخير سمع الشيخ صقر المجاهد القسام قبيّل استشهاده وهو يحث المصلين على النهوض والتحرر من الانتداب فقال: «أيها المسلمون أنتم كالأيتام .. تحتاجون لخليفة. كان مدرسا وخطيبا وأخوه فخري الدين عمل إماما أيضا». وقال صقر إن محبة القسام ظلت تسكن قلبه كل العمر لافتا أنه لبى قبل سنوات دعوة حفيده أحمد للمشاركة بحفل زفافه. وتابع «أخذت معي كتابا عن القسام وأهديته للعريس وهناك أخذتني العبرة وبكيت وفاء لذكراه كواحد أعجب به وبسيرته وقبل استشهاده المبكر كنت استعد للانضمام له ولحركته السرية». 18/11/2014 |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |