عودة الى أدب وفن

كلُّ اللغاتِ في عينيكِ تُختصرُ - حاتم جوعيه


أنتِ الحياةُ وأنتِ الحلمُ والوطرُ            ببحرِ عينيكِ يحلو التّيهُ والسَّفرُ

صَرحُ العلومِ وفيكِ الكلُّ مُكتملٌ           علمًا وَخُلقًا وَمجدًا فيهِ أنبهرُ

إنّي أنا العاشقُ الولهانُ فاتنتي            وفي هواكِ يطيبُ السُّهدُ والسَّهرُ

قد ألهمَ الحُبُّ قلبي وَهْوَ ينتظرُ            يا منية الروحِ إنَّ الحبَّ مُنتصرُ

سحرُ البلاغةِ من عينيكِ مُنبثقٌ            كلُّ اللغاتِ وفي عينيكِ تُختصَرُ

لولاكِ ما كانَ شعرٌ لا ولا نغمٌ            والأبجديَّاتُ حتمًا سوفَ تندَثِرُ

وأنتِ أنتِ شبابٌ خالدٌ نضِرٌ            رمز التَّألقِ فيكِ الفنُّ يزدهِرُ

كانت حياتي فراغًا دونما هدفٍ            حتى عشقتُكِ جاءَ الخصبُ والمطرُ

يبقى هوانا مدى الأيامِ مُؤتلقًا            ولن يكون هُنا يأسٌ ولا ضجرُ

ولا تغيبينَ عن بالي وعن خلدي            قلبُ المُتيَّمِ طولَ الدهرِ يُعتصَرُ

قد يُردعُ المَرءُ عن دربٍ يُواكبُهُ            في الحُبِّ ثمَّ الجَوى هيهات يزدجرُ

إنّي أراكِ بروحي بعدَها بصري            والروحُ تنظرُ ما لا ينظرُ البصرُ

وإنّني شاعرُ الأجيالِ قاطبة            شعري تُرَدِّدُهُ الأزمانُ والعُصرُ

حيثُ اتّجهتُ يكونُ الخيرُ مُندفقًا            والظلمُ والشرُّ لا حِسٌّ ولا خبرُ

أجواؤُنا ابتهَجَتْ في الحُبِّ قد رتعَتْ            لم يبقَ للحقدِ رُكنٌ لا ولا ضرَرُ

الحُبُّ نورٌ وهديٌ باتَ يجمعُنا            بالروحِ نسمُو دروبَ الخير نبتدرُ

تمضي الليالي وأمجادي مُخلَّدةٌ            والغيرُ لم يَبقَ من أعمالِهِ أثرُ

الإنسُ والجنُّ من إبداعيَ انبَهرُوا            ما أبتغيهِ هُنا لم يأتِهِ البشرُ

كلُّ ابنِ انثى على الآلامِ مُنتكِسٌ            هيهاتَ صرحي على الشّدَّاتِ يَنأطِرُ

إنِّي على العهدِ لا أنسى مودّتنا            مهما تطل بي أنا الأيامُ والعُمُرُ

وناكث العهدِ مذمومٌ وَمُحتقرٌ            وحافظ الودِّ بالتبجيلِ مُنغمِرُ

أنا الأبيُّ وأعمالي مُباركةٌ            طولَ الزَّمانِ بُرُودَ الفخرِ أتّزِرُ

إنّي تسربلتُ بالإيمانِ وابتسَمتْ            ليَ الحظوظ تلاشى الموتُ والخطرُ

وفي جمالي نساءُ الكونِ قد فُتِنتْ            لأجلِ وصلي حسانُ الكونِ تنتحرُ

يا وردة في وِهَادِ العُمرِ يانعة            أنتِ الحياةُ وأنتِ السَّمعُ والنظرُ

أنتِ الحبيبةُ في الوجدانِ باقيةٌ            شابَ الزّمانُ وَحُبِّي مُشرقٌ نضِرُ

كلُّ القصائدِ في عينيكِ أكتبُهَا            من دونِ عينيكِ إبداعي سينحَصِرُ

إنَّ الحياةَ بدونِ الحُبِّ مَهزلة            الكونُ يُمحِلُ لا إبداعُ لا ثمَرُ

أنتِ الحياةُ لقلبي والنّعيمُ لهُ            لولاكِ لولاكِ يبقى الحزنُ والكدرُ

" الحرفُ يبدأ من عينيكِ روعتُهُ "            والشعرُ والفنُّ والإبداعُ والدّررُ

عيناكِ وَحْيِي وَإلهامي وَمُنطلقي            أنتِ الشّذى والمُنى والحُلمُ والضّفرُ

ومن شفاهِكِ لحنُ الخُلدِ مُنبَثِقٌ            وفي عيونِكِ سحرُ الكونِ يستتِرُ

وثغرُكِ الشَّهدُ والتّرياقُ فاتنتي            إكسيرُ روحي إذا ما كنتُ أحتضِرُ

إنّي أحبُّكِ يا سُؤلي وَيا أملي            وفي غرامِكِ هذا القلبُ يستعرُ

يا جنة الخُلدِ طولَ الدّهرِ وارفة            تشعُّ بالسّحرِ يبقى نشرُهَا العطِرُ

حبيبة القلبِ أنتِ الحلمُ والوطرُ            دُنيايَ أنتِ وأنتِ الشمسُ والقمرُ

إني أراكِ بروحي بعدها بصري           والروحُ تنظرُ ما لا ينظرُ البصرُ

إني أنا العاشقُ الولهانُ فاتني            وفي هواكِ يطيبُ السُّهدُ والسَّهرُ

المغار
عن الاتحاد
3/7/2022




عودة الى أدب وفن



® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com