عودة الى أدب وفن

مدرسةٌ في رواية .. تحيّة إجلال للمبدع حسين مهنا - سهيل عطا الله


من البقيعة الجليلية بلدة الشعر والنخوة والإباء الوطنيّ جاءتني هديةُ ليست كالهدايا.. هدية اسمها (دبيب نملة).. انها روايةٌ من مداد قلم حسين مهنا، وحسين رجل أستعذب قراءته واستعذب الإبحار معه في جداول شعره وأنهار نثره.

في قراءتي لدبيب نملة دبّت في وجداني تساؤلات منها: أهذه رواية في مدرسة أم مدرسة في رواية؟

في مدرسة الصديق المبدع حسين مهنا أقرأ مشروعًا وطنيًا لواقع نعيشه نحن الفلسطينيين في هذه الديار.. في روايته أتفيأ تحت سقف مدرسة تعلِّم طلابها الاستقامة والشموخ الوطني. جدران هذه المدرسة جداريات تلتحف فضائل انتماء ومودّة لا مكان في الوانها وظلالها لسَوءات الغرائز ونزوات الشهوات.. في روايته تجتمع الطوائف والاحزاب على النقاء والصفاء بعيدا عن لوثات الطائفية والتحزب والحزبية.

يُقرّ ويؤمن حسين مهنا ومعه الكثيرون الكثيرون بأن الحزب الشيوعي بنشاطاته وفعالياته، بمدّه وجزْره، بكرّه وفرّه يبقى البوصلة الموجِّهة للسير نحو السداد والصواب.. صواب احترام الذات وإجلال الكدح والكفاح لما فيه نقاء حياتنا كأقلية فلسطينية كانت غالبيتها فلسطينية قبل عام 1948.

في مدرسته يعلم قُرّاءه دروسا في الثبات والصبر.. في السلم والسلامة.. في السماحة والتسامح.. في الصداقة والسعادة.. في السداد والرشاد. هذه الفضائل يخلّدها ويعززها كاتبنا من خلال اطلاق اسماء جميلة يتوّج بها شخوصه فنجده يرسم حيواتهم بأسماء: شدّاد وصابر وسالم وسليمة وسامح ونديم وسَعْدى وسعاد ورشيد وغيرها وغيرها من الاسماء المعمّدة بقيمنا الوطنية الفلسطينية.

في دبيب نملة يندّد الكاتب بما يريده الحاقدون من كارهي الوطن من خلال شرذمتنا وتشتيتنا كطوائف منقسمة وقوميات متنازعة فيؤكد للحاقدين أننا مواطنون أنقياء شرفاء لن نكون يومًا إمَّعات وسبايا قابعين مستسلمين في سجون العتاة الظالمين؟

أقترح أن تدخل مدرسة حسين مهنا الى مدارسنا. ما أحوج مدارسَنا الى واقع يتقمَّصه طلابنا وأولياء امورهم.. واقع فيه يتهاوى العنف وفيه تذوب كل طوائفنا في طائفةٍ واحدة متحابّة تجمعُ العرب بكل أطيافهم ومذاهبهم مع اليهود العادلين الطيبين على قيم الخير والنقاء والعيش المشترك.

عن موقع الجبهة
6/2/2018








® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com