![]() |
|
عودة الى أدب وفن
"جدارية": كونسيرت فلسطيني يستحضر محمود درويش وسميح القاسم بالعزف والغناء
![]()
الناصرة – «القدس العربي»: انطلقت في جولة عروض محلية وعالمية مؤسسة محمود درويش بالتعاون مع الكونسرفتوار البلديّ «كاترين فلسطين» بعرض موسيقي جديد بعنوان «جدارية» يشمل قصائد الشاعر محمود درويش وضعت بمؤلّفات موسيقيّة خاصة من ألحان الفنان الدكتور تيسير حدّاد وغناء الفنانة الشابة نور دراوشة.
وليلة أمس قدمت «الجدارية» في قاعة الأوبرا في مدينة طمرة، وأثارت إعجاب 1200 شاركوا بمشاهدتها وتمتعوا بالموسيقى وبالصوت الجميل للفنانة نور دراوشة. «جدارية» درويش تضم القصائد «ونحن نحبّ الحياة»، «فكّر بغيرك»، «سأصير يوماً ما أريد»، «سأحلم»، «اعتذار»، « يا إلهي»، و«على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة». جمعت الموادّ الموسيقية أفكارًا موسيقيّة ملتزمة وسباقة منحت ولأول مرة الفن القومي الفلسطيني مرتبة وبصمة لم يسبق لها نظير من حيث انسجام وتكافؤ الموسيقى مع أعمال موسيقية عالمية من حيث الكلمة والتأليف الموسيقي. ويتفرد الكونسيرت الجديد، الذي سيطوف البلاد وبعض دول العالم بنواح عدة منها نجاحه بالتوفيق بين السيمفونية الغربية الكلاسيكية وبين التخت الشرقي العربي وهذا بفضل المايسترو المبدع د. تيسير حداد، الذي قاد فرقة بمشاركة نحو خمسين عازفاً عزفوا على آلات شرقية وغربية بانسجام لافت. ويوضح حداد لـ «القدس العربي» أنه انتقى بعض قصائد محمود درويش التي تظهر بعده الإنساني العالمي كقصيدة «فكر بغيرك» وبعيداً عن البكائيات والأحزان المتمثلة بقصائد أخرى لحنها وغناها فنانون آخرون. كذلك أوضح أن الانتقاء أخذ بالحسبان اعتبارات موسيقية أيضا لافتا إلى أن اللحن خدم الكلمة والعكس صحيح وتابع «رغبت باستحضار محمود درويش المحب الحالم المتشبث بالحياة وكل ما هو جميل. أردت أن يقفز محمود في الكونسيرت غزالاً فلسطينياً جميلاً وفراشة تتنقل بين أزهار اللوز في آذار فلسطين». ورغم هيمنة الألحان الغربية السيمفونية، التي تبعث المشاعر والأحاسيس وتدغدغ الروح كان اللون الموسيقي العربي حاضراً في العرض المعقد فنياً والذي تم إنجازه بعد عمل دام عامين ومراجعات عشرات المرات. ويخلص حداد للقول إن «الجدارية» تحمل رسالة وطنية وإنسانية لمحمود درويش منوهاً بكونها إنتاجاً فلسطينياً محلياً يخاطب العالمية ولذا يعتبره تحدياً بكل المستويات. وتابع حداد «في فلسطين هناك طاقات هائلة تنتظر من يجمعها ويصقلها. هذه رسالة «سلام ومحبة» مغايرة لما وصف بها شرقنا، شعبنا وامتنا من الأقطار العربية بأننا مصدر للإرهاب، القمع القتل، والخراب، ولذا فالجدارية بعيوني تجسد الضمير العربي وهذه فرصة لتقديم الشكر مجدداً لمؤسسة محمود درويش- كفر ياسيف ومديرها الكاتب عصام خوري». وتكشف الفنانة نور دراوشة لـ «القدس العربي» أنها قرأت قصائد محمود درويش وتمعنت في دلالاتها وغاصت بعمقها حتى تمكنت من أدائها بروحها لا بصوتها فحسب. دراوشة، التي تستعد للسفر للولايات المتحدة لدراسة الأوبرا تبوح بأن قصائد درويش استهوتها لما فيها من معان إنسانية وعاطفية ووطنية. وتنوه إلى أن نجاح الجدارية مرده ليست القصائد المدهشة لمحمود درويش فحسب، إنما بفضل الألحان الاستثنائية التي جمعت الشرق والغرب بشكل غير مسبوق وهذا ما يفسر تفاعل الجمهور ومحبته لها. لكنها توضح أن المقاطع الحزينة في بعض القصائد حركتها وهزت وجدانها وبها كانت تصل ذروة جديدة وهي تغنيها «بين شهيد وشهيد» مثلما أن بعض القصائد المغناة تسببت بانفعال الجمهور بحكم إيقاعها القوي الذي جعلها كالمارش. وعبرت رنا فاهوم من مدينة طمرة عن تمتعها بالعرض وبصوت الفنانة دراوشة وقالت لـ «القدس العربي»: في صوتها الأوبرالي المعسول تنثر الفنانة نور دراوشة زهور الياسمين وتستحضر كل الصور الجميلة في فلسطين وطيف محمود درويش كان يحلق بجنبات القاعة فرحاً بلحن وأغنية عكسا روحه الحقيقية بأجمل طريقة ممكنة. وشملت الجدارية معزوفة لقصيدة سميح القاسم «منتصب القامة»، وكان مدير مؤسسة محمود درويش عصام خوري قد حرص على تضمينها بحركة رمزية تشير إلى أن محمود وسميح سيبقيان شقي البرتقالة الفلسطينية، كما أكد لـ»القدس العربي» وتقدم بالشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا العرض الموسيقي النادر. 26/4/2017 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |