![]() |
|
عودة الى أدب وفن
الرِّياضَةُ.. - حسين مهنّا
![]()
كَما أَنَّ الطَّعامَ ضَرورَةٌ حَياتِيَّةٌ كَذلِكَ هي الرِّياضَةُ.. فَبِدونِ الطَّعامِ لا بَقاءَ لِإِنْسانٍ- بَلْهَ الأَحْياءَ الأُخْرى- على هذهِ الأَرْضِ.. وبِدونِ الرِّياضَةِ أَو النَّشاطِ الجِسْمانيِّ هَلْ كانَ الجَسَدُ سِوى هَيكَلٍ عَظْمِيٍّ مَكْسُوٍّ بِاللَّحْمِ والشَّحْمِ! والنَّشاطُ الجِسْمانيُّ الّذي أَقْصِدُهُ هُو الحَرَكَةُ.. أَجْلْ! الحَرَكَةُ، بَدْءًَا مِنَ المشْيِ والرَّكْضِ وصُعودِ الدِّراجِ وهُبوطِها الى العَمَلِ في الحَديقَةِ وفي الحَقْلِ، كُلُّ هذا قَبْلَ اَنْ تُمَنْهَجَ لِتُصْبِحَ فَنًَّا لَهُ مَعاهِدُهُ الخاصَّةُ بِإِشْرافِ مُخْتَصّينَ وباحِثينَ جَعَلوا مِنْهُ عِلْمًَا هامًَّا في عالَمِنا المُتَحَضِّرِ الّذي نَعيشُ فيهِ.. ثُمَّ طَبَّقوهُ عَمَلِيًَّا فَتَفَرَّعَ وتَشَكَّلَ الى أَلْعابٍ تَحْكُمُها قَوانينُ ويُسَيِّرُها حُكّامٌ وَظيفَةُ الواحِدِ مِنْهُمْ فَرْضُ الانْضِباطِ أَثْناءَ اللَّعِبِ وتَسْريبُ الرّوحِ الرِّياضِيَّةِ الى نُفوسِ المُتَبارينَ الَّتي هيَ التَّسامُحُ بِعَينِهِ.
لَنْ أَجْحَدَ الأَقدَمينَ فَضْلَهُمْ في تَحويلِ بَعْضِ الفُنونِ القِتالِيَّةِ الى رِياضَةٍ يُمارِسُها الجُنودُ كي يَظّلُّوا بِلَياقَتِهِمِ البَدَنِيَّةِ المُدَّخَرَةِ لِساحاتِ القِتالِ..ومِنْ هُنا حَمَلَ لَنا التّاريخُ أَخْبارَ الأَلْعابِ الأُولُمْبِيَّةِ الَّتي كانَ اليونانِيّونَ القُدَامى يَحْتَفِلونَ بِها قُربَ مَدينَةِ أُولِمْبيا مُنْذُ (776ق.م) وحَتّى القَرْنِ الرّابِعِ الميلادي، ثُمَّ تَوَقَّفَتْ الى أَنِ اسْتُحْدِثَتْ في أَواخِرِ القرنِ التّاسِعَ عَشَرَ(1896م).أَمّا صاحِبُ الفِكْرَةِ فَهو البارونُ الفَرَنْسيُّ بِيير دو كوبرتان، ولَهُ يَعودُ الفَضْلُ الأَكْبَرُ في بَعْثِها. ويُؤَكِّدُ المُهْتَمُّونَ ِبِهذا العِلْمِ الهامِّ في حَياتِنا على أَنَّ الرِّياضَةَ يَجِبُ أَنْ تُمارَسَ في الهَواءِ الطَّلْقِ بَعيدًَا عنْ دُخانِ السَّيَّاراتِ؛ وأَنْ لا تَكونَ قَبْلَ الأَكْلِ وبَعْدَهُ مُباشَرَةً وذلِكَ لِانْشِغالِ الدَّورَةِ الدَّمَوِيَّةِ بِعَمَلِيَّةِ هَضْمِ الطَّعامِ مِمّا يُقَلِّلُ مِنْ تَوارُدِ الدَّمِ الى باقي الأَعْضاءِ. أَمّا أَنْواعُ الرِّياضَةِ فَهْيَ كَثيرَةٌ، وقَدْ آتي على بَعْضِها في وَقْتٍ لاحِقٍ، وإِنْ كُنْتُ قَدْ رَكَّزْتُ على أَهَمِّيَّةِ الرِّياضَةِ في حَياتِنا وضَرورَتِها لِأَجْسادِنا فَمِنْ حَقِّها عَلَينا أَنْ نَذْكُرَ أَهَمِّيَّتَها وفَوائِدها لِعُقولِنا ونُفوسِنا..وهذا ما سَيَكونُ... (البقيعة/الجليل) 11/1/2017 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |