![]() |
|
عودة الى أدب وفن
فيوليت سلامة فنانة فلسطينية لا تعترف إلا بالغناء الكلاسيكي
تكشف عن إقبال واسع متجدد لليهود الشرقيين عليه ![]()
حيفا – «القدس العربي»: تبدي الفنانة فيوليت سلامة التي عرفت في مصر بـ «سلمى الفلسطينية» ثقتها بأن الغناء الكلاسيكي خالد للأبد وتكشف عن إقبال واسع ومتجدد لليهود الشرقيين عليه. «القدس العربي» زارتها في شقتها في عمارة شاهقة في مدينة حيفا داخل أراضي 48 وكان اللقاء قبالة شمس الأصيل على ارتفاع الغمام داخل شرفة مطلة على مشاهد طبيعية مدهشة وملهمة تجمع البحر الأبيض وجبل الكرمل الأخضر ومنها يرى الجليل ويمتد الـنظر حـتى جـنوب لبنـان.
ولدت فيوليت سلامة في حيفا وقبل إنهاء المرحلة الثانوية من دراستها هاجرت وأسرتها للولايات المتحدة فأكملت تعليمها الجامعي في نيوجيرسي وهناك تعرفت على زوجها جورج وهو رجل أعمال لبناني الأصل. وفرت بلاد «العم سام» كل ما تتمناه فتاة بربيع عمرها بيد أن الشعور بالغربة ظل يلازم سلامة. «في ذاك العالم الكبير لم أشعر بانتمائي وكل الوقت أحسست بالحنين لحيفا»، تقول فيوليت وهي تبدي سعادتها بالاستقرار في مدينتها المدللة. بين بيروت وحيفا حتى زوجها الأمريكي- اللبناني وقع بغرام حيفا واعتبر أنها تتجاوز بيروت بجمالها بفضل جمعها الجبل والبحر وطبيعـتها المدهـشة ونـظافتها. في الولايات المتحدة أحيت فيوليت سلامة حفلات طربية كثيرة أقبلت عليها الجاليات العربية وطارت على جناح شهرة لم تطفئ حنينها لموطنها. في مصر بحثت لها عن أفق فني جديد فوجدت عام 1989 بالقاهرة دفيئة للفن الشرقي الأصيل لكن الظروف حددت مصيرها فاضطرت للعودة بعد خمس سنوات لأمريكا وما لبثت أن تركتها واستقرت لسبع سنوات في أثينا قبل أن تحقق أمنيتها الكبيرة بالعودة إلى عروس الكرمل عام 2009. عن سبب الترحال ومغادرتها القاهرة رغم نجاحاتها الفنية تكتفي بالقول إنه كان في الإمكان أن تكون فنانة من الصف الأول في «أم الدنيا» بعد تعاونها مع كبار الموسيقيين أمثال بليغ حمدي ومحمد الموجي وعمار الشريعي ومحمد زكي الملاح وغيرهم ولكن الظروف لم تساعدها فقررت العودة. سنوات في القاهرة غادرت الفنانة الفلسطينية القاهرة تاركة ذكريات حلوة وصداقات مع بعض رموزها كالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي الذي ألّف لها قصيدة غنائية «فلسطين» لحنها جمال سلامة. تستذكر أيامها المصرية بحنين لا سيما مشاركاتها في احتفالات أكتوبر ومهرجانات الأغنية العربية وتستذكر مشاركتها في أول تجربة تمثيل في فيلم «ألف ليلة وليلة» سوية مع ليلى فوزي وقمري غيث وعلي الحجار وسواهم ولم تواصل مشوار التمثيل لعودتها للولايات المتحدة. ورغم أن السفر من بلاد لبلاد أخرى متعب ويثقل على أسرتها لكنه يغني التجربة ويبني جمهور المتابعين. بدأت فيوليت بنت العالم الكبير مسيرتها مع الفن مبكرا وهي طالبة بالمدرسة الأرثوذوكسية الثانوية في حيفا بعدما اكتشف الموشحات في «بيت الكرمي» وهي اليوم أم لثلاثة شباب سلكوا طريق الأعمال بعيدا عن الفن، متمنية أن يكمل مشوارها الفني أحد أحفادها أو حفيداتها بالأحرى. بيد أنها ما زالت تعوم ضد التيار الفني الراهن في زمن المتاجرة بالفن وكل شيء تقول إنها أحبت الغناء الكلاسيكي منذ صباها فاستهوتها أصوات أم كلثوم، أسمهان، ليلى مراد، فريد الأطرش وعبد الوهاب واكتشفت كم أن هذا اللون الفني يلائمها. ولذا فقد رفضت عروضا في مصر لغناء أغان شبابية برذم سريع أو أغان خليجية عرضها عليها ملحن كويتي معروف. وتتابع «بقيت وفية لقلبي وقناعاتي وأم كلثوم هي القدوة الملهمة المفضلة بل مدرستي التي أسست موهبتي عليها. ولذا اعتذر عن تلبية طلبات المستمعين في الاحتفاليات بتقديم وصلات لمغنيات جديدات فآخر واحدة غنيت لها وتوقفت عندها هي ميادة. هؤلاء المغنيات الجديدات في العالم العربي معظمهن لا يستطعن الغناء خارج أستوديو لكن النجاح بهذه الأيام لا يحتاج لصوت رائع فحسب فهناك لذكاء وعلاقات عامة ودعم خارجي وهن للأسف قد ضربن قدسيتنا الفنية وهذا لا يعني أنه ليس هناك فنانين شباب يستحقون التقدير والاحترام». في المقابل تشكو الفنانة الفلسطينية من أن الوضع الجيوسياسي يحرم فنانين وفنانات من أراضي الـ 48 من التألق ويبقيهم داخل قفص. ونيابة عن زميلات كثيرات تتابع « لقد ظلمنا كثيرا فطيلة عقود كنا نواجه نظرات الريبة والشك واليوم هناك محاولات لاحتضاننا بيد أنها ما زالت خجولة وناقصة فأين اليوم هيثم خلايلة ومنال موسى مـثلا؟ تشكو فيوليت سلامة من انحسار الأفق وتقول إن الحياة داخل قفص صعبة لاسيما أن أحلام الفنان كبيرة وتعترف بأن هذا الواقع ينغصها ويزعجها رغم أنها طارت لسنوات طويلة خارج القفص وغنت في العالم الرحب بعدما غنت في مصر باسمها الفني « سلمى الفلسطينية « والذي تنازلت عنه اليوم وعادت لاسمها الحقيقي فيوليت سلامة. لكنها ما زالت تفضل تعريف ذاتها كفنانة عربية وهي تعتز بهويتها الفنية وانتمائها للمدرسة الغنائية الكلاسيكية. بيد أن فيوليت لا تدمن سماع عمالقة الطرب الأصيل ورغم ولعها بأم كلثوم لكنها أحيانا تراها تغني بالتلفزيون فتنتقل لقناة أخرى لأنني لا أستطيع سماعها بهذه اللحظة تحديدا فالإصغاء يحتاج لمزاج وهو أمر وجداني داخل كل إنسان». أفضل أغاني «الست» أما أفضل أغاني «الست» بالنسبة لها فهي «رباعيات الخيام» التي تحفظ معظم أبياتها الكثيرة جدا عن ظهر قلب لاعتبارها «مدرسة للحياة». كما تقول «إن أم كلثوم تتجلى وتطير فوق الغمام حينما تغني الأولى بالغرام» وترى فيها حالة أكثر مما هي أغنية لا يستطيع أحد سواها أن يغنيها كما تغنيها هي بروحها. وردا على سؤال تقول إن الفن لا يملك القدرة الكبيرة للتأثير على الواقع وإن الكلمة كانت في الماضي سلاحا والأغنية الوطنية رافعة هامة بعكس ما هو اليوم. سلامة التي غنت قصائد وطنية لشعراء فلسطينيين أمثال سميح القاسم لا تخاف على مستقبل الأغنية الكلاسيكية وتتوسم الخير بقطاعات شبابية لا يغرها بريق الأغاني الشبابية المعاصرة وتلتزم بالعودة للينابيع الفنية الأصلية. من «يا فؤادي لا» إلى «بوس الواوا» تقول ذلك بثقة كاملة ثم تسأل مبتسمة كيف يمكن المقارنة بين الغناء «يا فؤاد لا تسل أين الهوى» وبين «بوس الواوا» أو «التوتو ني»؟ الفنانة الفلسطينية سلامة المقلة في أحاديثها الإعلامية تلفت للإقبال الواسع على المغني الكلاسيكي لدى اليهود الشرقيين بل تقول إن اهتمام هؤلاء به يفوق اهتمام العرب المحليين أو في بعض البلدان العربية حتى مصر. منوهة أن الحديث يدور عن جيل الشباب أيضا ممن يعود للغة أمه وثقافته الشرقية الأصلية. ولا تتردد فيوليت في إحياء حفلات بمشاركة أعداد كبيرة من اليهود الشرقيين وترى أن الفن رسالة أولا وأخيـرا وأنها لا تميز بين هذا الجمهور أو ذاك إذ أن الأهـم هـو الذائقة الغـنائية. عن القدس العربي 15/10/2016 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |