![]() |
|
عودة الى أدب وفن
قَصيدَةُ العَمود.. - حسين مهنّا
![]() رياضُ السُّنْباطي وأُم ُّ كُلْثوم
رَحِمَ اللَّهُ الشَّاعِرَ الشَّابَّ العَصِيَّ على الهَرَمِ والمَوتِ طَرَفَةُ بن العَبْدِ (حوالي 538م – 564م) يَومَ قالَ: "..... وأُفْرِدْتُ إفْرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ". والبَعيرُ المُعَبَّدُ هو الجَمَلُ المَطْلِيُّ بِالقَطْرانِ لِجَرَبٍ فيه، فَيُبْعَدُ عَنِ باقي الجِمالِ اتِّقاءَ العَدْوى.. فَهَلْ هذا هو حالُ القَصيدَةِ العَمودِيَّةِ اليَومَ؟! لِماذا هذا التَّنَكُّرُ لَها!؟ وَهَل شُعَراءُ المُعَلَّقاتِ الخالِدونَ ومَنْ تَلاهُم مِنْ شُعَراءَ في كُلِّ عَصْرٍ مِنْ عُصورِ الأَدَبِ العَرَبيِّ، وهُم خالِدونَ بِأَشْعارِهِم أَيضًا، قَدْ أَخْطَاُوا حينَ أَورَثونا قَصيدَةً مَوزونَةً مُقَفّاةً كَتَبوها بِدِمائِهِم لا بِأَقلامِهِم.. كَتَبوها بِكُلِّ ما أُوتوا مِنْ صِدْقٍ وفَنِّيَّةِ فِطْرِيَّةٍ مُحَبَّبَةٍ؛ فَإذا حَزِنَ الواحِدُ مِنْهُم عَبَّرَ عَنْ حُزْنِهِ رِثاءً، وعَن غَضَبِهِ هِجاءً، وعَنْ حُبِّهِ نَسيبًا، وعَنِ اعْتِدادِهِ بِنَفْسِهِ فَخْرًا، الى غَيرِ ذلِكَ مِنْ ضُروبِ الشِّعْرِ المُتَعارَفِ عَليها.. أَي كانَ الشّاعِرُ العَرَبِيُّ يَتَغَنّى بِما يَجيشُ في نَفْسِهَ من الأَحاسيسِ وتَقَلُّباتِها بِقَصيدَةٍ عُرِفَتْ (أَو عُرِّفَتْ) بِالقَصيدَةِ الغِنائِيَّةِ. هذِهِ القَصيدَة وَقَفَتْ جَنْبًا الى جَنْبٍ مَعَ الشِّعْرِ المَلْحَمِيِّ، والشِّعْرِ المَسْرَحِيِّ؛ وشَكَّلَتْ هُوِيَّتَنا الأَدَبيَّةَ في صالونِ الأَدَبِ العالَمي، بِدَليلِ أنَّ المُسْتَشْرِقينَ الكِبارَ مازالوا يَرْجِعونَ إلَيها في دِراساتِهم وفي أَبْحثِاهم عَنِ الإنْسانِ العَرَبِيِّ تاريخًا وأَدَبًا ومُنْتَمًى وحَضارَةً. أَنا أَتَحَدَّثُ هُنا عَنِ القَصيدِةِ القَصيدَةِ! ولَيسَ عَنْ كَلامٍ اسْتَقامَ فيهِ الوَزْنُ وتَزَيَّا بِالقافِيَةِ وظَلَّ بَعيدًا عَنْ رَوعَةِ الشِّعْرِ، ولَمْ يَزِدْ عَنْ كَونِهِ نَظْمًا!
شُكْرًا لِكُلِّ مُلَحِّنٍ عَرَفَ رَوعَةَ القَصيدَةِ الْعَمودِيَّةِ فَوَضَعَ لَها لَحْنَاَ يَليقُ بِها وبَحَثَ عَنْ صَوتٍ جَميلٍ زادَ اللَّحْنَ جَمالًا، وأَكْسَبَ الكَلِماتِ نَكْهَةً؛ وأَصْدَقُ مِثالٍ على ذلَكَ ما أَتْحَفَنا بِهِ رياضُ السُّنْباطي وأُم ُّ كُلْثوم... (البقيعة / الجليل) عن موقع الجبهة 24/2/2016 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |