|
عودة الى أدب وفن
لطالما كان من أدوات المقاومة والتمسك بحق العودة…
«تحديات الفن الفلسطيني المعاصر» في دارة الفنون الأردنية - آية الخوالدة
عمان ـ «القدس العربي»: «تحديات تجربة الفن الفلسطيني المعاصر» محور الجلسة النقاشية التي نظمتها دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان، ضمن سلسلة الجلسات النقاشيّة حول معرض «طقوس الإشارات والتحوّلات (1975 – 1995)».
«الفن أداة من أدوات المقاومة»، بهذه القناعة الراسخة قدم الرواد من أمثال سليمان منصور وإسماعيل شموط وتمام الأكحل وعبد الحي مسلم أعمالاً أيقونية، ساهمت في فعل التحريض على مواصلة النضال والتمسك بحق العودة، ورفض أشكال الاحتلال والقمع. من جيل الرواد إلى الجيل اللاحق لهم، اختارت دارة الفنون – مؤسسة خالد شومان استضافة الفنانتين الفلسطينيتين سامية حلبي وفيرا تماري، ومن الجيل الشاب الفنان خالد حوراني، في أمسية تحدثوا فيها عن التحديات التي واجهت وما تزال الفن الفلسطيني. استعرضت تماري تخصصاتها في مجال الفنون البصرية وتاريخ الفن والعمارة الإسلامية، بالإضافة إلى عملها محاضِرة وقيّمة للمعارض الفنية. وتحدثت الفنانة الحاصلة على الشهادة الجامعية الأولى في الفنون الجميلة في كلية بيروت للبنات، عن محطات من مسيرتها مع تطور الفن الفلسطيني، منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي وحتى أواسط التسعينيات، حيث تأثر الفن الفلسطيني بالجو السياسي، وكانت الأساليب الشائعة تنتمي إلى الواقعية والتعبيرية الاشتراكية. وقالت تماري التي تخصصت في فن السيراميك في المعهد الوطني لفنون الخزف في مدينة فلورنسا الإيطاليّة، كما حصلت على شهادة الماجستير في الفن والعمارة الإسلامية في جامعة أكسفورد، إن مسيرتها الفنية مرت بسلسلة من التأثيرات المرتبطة معا كحلقات لا تنفصل إحداها عن الأخرى، وهي تأثيرات ارتبطت بالعائلة التي تنتمي لها، والتي اهتمت بالثقافة والفن، ثم تأثرها بتجربة تعليم الفن في جامعة بيرزيت، وانفتاحها على أشكال الفنون الحديثة، مثل التركيب الفني والفيديو الفني.. من جانبها استعرضت حلبي المولودة في القدس عام 1936 مسيرتها مع الفن بعد أن هاجرت إلى أمريكا ودرست فن التصوير هناك، وتعرفت من خلال ذلك على أشكال الفن المختلفة، ثم اتجهت بعدها إلى الجانب البحثي في العمل الفني، وأصدرت كتاب «فن الحرير»، هذا الموضوع أفردت له كتابين وعدّة مراجعات نقديّة. أكدت الحلبي أنها بعد أن هاجرت طفلة من فلسطين، واستقرت في أمريكا، لم تتخل عن جذورها وهويتها، فدرست فن التصوير في جزئيه البحثي والعملي، واختارت أن تتخصص في الجزء البحثي الذي رأت أنه الأقدر على التعبير عن هويتها الفلسطينية، وقامت بإجراء مقابلات مع رسامي الانتفاضة ورسامي المقاومة في بيروت، كالفنان نبيل عناني، وقد أثرت فيها هذه التجربة ودفعتها إلى التأمل في أصول الفن العربي الإسلامي الذي يعد اللبنات الأساسية للتجريد. وأكدت الحلبي صاحبة كتاب «فن الحرير»، أن أول تجريد في العالم كان الرسم الهندسي أو ما عرف بالزخرفة الإسلامية، حيث تصوير الطبيعة وقياساتها، واستعرضت في هذا المجال صوراً لإناء مصري بسيط الشكل، وصورا لفسيفساء من كنيسة في سوريا، ومصاحف من متحف الأقصى تظهر تجريدا كاملا ومبكرا في التاريخ العربي. وحول الدافع لشغفها بالتجريد، تروي حلبي أنها كانت تراقب الحرفيين في الشام وهم يصنعون طاولة الزهر، حيث يبنون من قطع الخشب الصغيرة والملونة شكل الطاولة، معتمدين على الجزء في بناء الكل، وبهذا يحصلون على تشكيلات ذات حدود حرة، من هنا بدأت وبوحي من ذلك عملها على مجموعة تعبر عن المرأة الفلسطينية، كما في لوحتها «بنت في جنينة أمها» التي جاءة عبارة عن مشقفات وأجزاء معلقة إلى جانب بعضها بعضا. ومع تحولات القضية الفلسطينية، كان المشهد التشكيلي يواكب ويتأمل ويواصل تقديم إبداعات تحمل في طياتها أشكال الوطن وتعبر عن الهوية والتمسك بالجذور. وتحدث الفنان خالد حوراني الذي ساهم في تأسيس الأكاديميّة الدوليّة للفن في فلسطين، كما أدار قسم الفنون الجميلة في وزارة الثقافة الفلسطينيّة، وبادر بتأسيس مشروع «بيكاسو في فلسطين»، وحصل على جائزة LeonoreAnneberg: Creative Time للفن والتغيير الاجتماعي في نيويورك، عن جملة من المشاريع الفنية التي عمل عليها، والتي رأى أنها تنتمي إلى عالم القصص والحكايات والتفكير والبحث.. ومن المشاريع التي استعرضها الحوراني مع الجمهور مشروعه حول «حجر المسافة» الذي أطلق بمناسبة «القدس عاصمة للثقافة العربية»، وهو مستلهم من أحجار الإشارات الموجودة في القدس القديمة، وقد ترك لكل فرد، سواء داخل فلسطين أو خارجها أن يضع حجراً يمثل المسافة التي تفصله عن القدس. وشهدت الندوة نقاشاً وحواراً مع الجمهور حول أساليب الفن الفلسطيني، وكيف يعبر عن الهوية الفلسطينية، وعن التقنيات الجديدة التي بدأ الجيل الجديد من الفنانين استخدامها، للخروج من الشكل التقليدي للوحة، والانفتاح على فضاء التجريب الفني الذي يعد من متطلبات عصر التكنولوجيا الحديث. 22/10/2015 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |