![]() |
|
عودة الى أدب وفن
مقهى لبناني يحتفي بالوجدان الفلسطيني والإنساني مع «حنظلة»
ووثائقي من غزة يرصد حياة ناجي العلي - زهرة مرعي ![]()
بيروت ـ «القدس العربي»: بيروت تتذكر ناجي العلي، بل الصحيح أنها تستذكرمعه لحظات وجدانية حميمة من جديد، لأنها لم تنساه. هو حي يرزق، معشعش بتلافيف روحها. بفكره، كرتونه، حنظله مدلل ومحتضن بدفء في القلوب، وعلى أجساد الشباب والشابات الذين وجدوا فيه ضالتهم. بل بوصلتهم في الوطنية والوفاء. في الذكرى الـ28 لاستشهاد ناجي العلي كان لمقهى «ة» مربوطة تعاون وتنسيق مع ملتقى السينما الفلسطينية في غزّة، اثمر عرضاً للفيلم الوثائقي «ناجي العلي في حضن حنظلة» من إنتاج فائق جرادة، فكرة الحبيب الناصري. للمناسبة تزيت «ة» مربوطة بزي المحتفى به. هو حنظلة يعتلي كافة الطاولات. وكل من الكتيبات المنتشرة فوقها تحمل كارتوناً وموقفاً يختلف عن الآخر. أما مدخل الـ «ة» فنصيبه «ملصق» كبير يعلن عن المناسبة.
حوار أجراه التلفزيون الكويتي مع ناجي العلي في بداية السبعينيات عُرض قبل الفيلم. هو ناجي بشحمه ولحمه، ببساطته وتعبيره الصادق عن أفكاره. حنظلة ولد في الصحافة الكويتية يقول ناجي: «عملتو لادافع عن نفسي..هو رمز لكل إنسان يشاركني همي .. ليس من حق أكبر راس أن يوقع وثيقة استسلام». ومن المعروف أن ناجي العلي عقد يدي حنظلة خلف ظهره، وأدار وجهه بعد بدء المفاوضات بين الكيان الصهيوني ونظام أنور السادات اثر حرب تشرين 1973. على مدى 50 دقيقة تواصل الفيلم الآتي من غزّة «ناجي العلي في حضن حنظلة»، وفيه شهادة نقدية مختصة، من شعراء، وفنانين تشكيليين وصحافيين. قرأوا في ناجي العلي قلماً، فكراً، طفلاً يغادر مكرهاً مرتع طفولته الشجرة في فلسطين. قرأوا فيه الإنسان الملتزم بناسه وأهله، هو الذي لم يخالجه مطلقاً التفكير بترك مخيم عين الحلوة. في هذا الفيلم كان لناجي العلي أن يحظى بشهادة من صديقه الشاعر سميح القاسم «لم يمض زمن على رحيله». سميح القاسم الذي رجاه في لندن أن يخفف قليلاً من خطابه في الكاريكاتور. وكان الرد السريع من الشهيد، وقبل أيام من توجيه كاتم الصوت إلى رأسه «أخوات… يبلطوا البحر رأسمالها رصاصة». الفنان الذي تحولت ريشته إلى مرآة لملايين اللاجئين بحسب القاسم «انطلق من الدائرة الفلسطينية إلى دوائر أوسع، متسلحاًبوعيه السياسي وانحيازه للفقراء.. كان تسونامي..بركاناً وقوة طليعية استثنائية.. يا صديقي أنت ترسم واقعنا على الرغم من استشهادك.. المشهد لا يزال كما هو.. الكثير من البنادق خذلها العرب ولم يخذلها حنظلة ولا فاطمة». فنانون تشكيليون في غزة أبحروا في خطوط وأفكار ناجي العلي البسيطة والعميقة جداً. شرّحوا نتاجه فنياً «رسوماته جاءت من محترف بصري غني جداً». التشكيلي الدكتور فايز الرسماوي قرأ في شخصية «فاطمة». هي الشخص الموازي لحنظلة في إنتاج ناجي العلي. وجدها تمثل «الشموخ، هي فلسطين الشابة دائماً وابداً». الدكتور شوقي رضوان والدكتور أحمد أبو الكاس، توافقا على جماليات رسومات ناجي العلي مستمدة من عمق يقينيته. فكل ما ينتج عن الظلم باطل. أعماله ادانة سابقة للظلم في أي زمان ومكان، من المحتل إلى الديكتاتور. صاحب حنظلة رسم افكاره بجمالية وغنى. في الوثائقي الآتي من غزّة المحاصرة «ناجي العلي في حضن حنظلة» فاح الحب والتقدير لرمز منصهر في وجدان كل من آمن بعدالة القضية الفلسطينية. هو ناجي العلي، المسكون بفلسطين، والذي قالت آخر التقارير البريطانية عن اغتياله بأن المنفذ عميل مزدوج للموساد ولجهات فلسطينية. ناجي العلي صنو فلسطين. وحنظلة من بنات أفكاره، وشاءت الاقدار أن يصبح أكثر حضوراً من مبدعه. حنظلة صار جراح الوجع الفلسطيني والإنساني، وفاطمة رمز العزة والأمل. من ناهض كاتم الصوت في عدد لا يُحصى من رسوماته، تمكن الكاتم اللعين من أن يردي جسده، وأن يزيد من انتشار أفكاره في كل العالم. هو صحيح تسونامي، كما قال سميح القاسم. 3/9/2015 include ('facebookshare.php'); ?> |
® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com |